هدم "الجدار الرابع".. نهايات دراما رمضان تخترق بيوت المشاهدين

في مواقع التصوير المغلقة، تكون هناك 3 جدران في الأغلب، وبدلا من الجدار الرابع تُوضع معدات التصوير بوجود الفنيين وطاقم الإخراج، ليراهم الممثل بوضوح في أثناء العمل.

وتعد نظرية الجدار الرابع، بمثابة حائط وهمي يفصل بين الممثل والمشاهد، ليتمكن من تقديم أفضل أداء، والاقتراب من التماهي مع الواقع، ونسيان أن الذي أمامه بدلا من الجدار الرابع، الكثير من المعدات وفريق عمل التصوير.

ويعود مصطلح الجدار الرابع إلى أحد المسرحيين الكبار، دينيس ديدرو، الذي كتب في عام 1758 أن الممثل والكاتب يجب أن يضع جدارا رابعا بينه وبين المشاهد، ليتمكن من العيش في قصته بالشكل المثالي وكأنها حقيقة.

وباتت النظرية تُدرّس لاحقا، وتوسع صناع السينما والمسرح والدراما في تطبيقها، من أجل منح فناني الأداء أفضل طريقة ممكنة لتأدية وظيفتهم، واعتبار أن الجمهور غير موجود في الواقع من خلال بناء الجدار العازل بينهم وبين الناس خلال فترة التصوير.

وعلى الرغم من ذلك، يهدم بعض المخرجين والكُتاب في كثير من الأحيان، ذلك الجدار، ومنح الممثلين الإذن للدخول في الواقع مع المشاهدين، بمحادثتهم بصورة مباشرة، أو الدخول في تفاصيل حقيقية خارج إطار العمل الفني.

في تجربة جديدة لكسر الجدار الرابع، جاء مسلسل "بابا جه" ليقدم مشهدا جديدا يهدم نظرية دينيس ديدرو، بانخراط الواقع مع قصة المسلسل، ودخول حياة البطل الحقيقية في شخصيته التمثيلية.

ودارت أحداث المسلسل الرمضاني الذي انتهى في 15 حلقة، حول أب يُعاني مشكلات أسرية مع أبنائه، ليقرر العمل على إسعاد الآخرين من خلال توظيف رجال للقيام بدور الأب بالقطعة.

وفي المشهد الختامي للمسلسل في حلقته الأخيرة، ظهر أبناء الفنان أكرم حسني "بطل العمل" الحقيقيون، وطلبوا منه تأجير أب للقيام بأدوار والدهم، لينهرهم ويؤكد لهم أنه سينتهي من التصوير ويعود إليهم، مؤكدا أنه يعمل لأجلهم في النهاية.

وجاء مشهد "بابا جه" ليسجل حالة جديدة من حالات كسر الحائط الرابع، ودخول العالمين الافتراضي والحقيقي مع بعضهما بعضا، للمرة الأولى في الموسم الرمضاني هذا العام.

وقبل ختام السباق الرمضاني، قدم مسلسل "العتاولة" تجربة أخرى لكسر الجدار الرابع، لكن بصورة أوضح وأكثر جرأة، وبمدة زمنية أطول من التي قدمها مسلسل "بابا جه".

وفُوجئ المشاهدون في الحلقة قبل الأخيرة، بما يشبه الإعلان داخل المسلسل عن الحلقة الختامية، من خلال أبطال العمل، عندما دار حوار بين باسم سمرة وطارق لطفي، أحد أبطال العمل، حول نهاية المسلسل ووجود جزء ثانٍ، وموعد إذاعته على قناة "إم بي سي"، والحديث عن برامج أخرى تذاع قبله على المحطة الفضائية، مثل برنامج "رامز جاب من الآخر".

ولاقى المشهد رواجا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد ومعارض، وأدلى بعض الفنانيين بدلوهم في هدم الجدار الرابع والإطاحة بإطار المسلسل التقليدي.

وانتقد الفنان المصري نبيل الحلفاوي الأمر، واضعا ضوابط معينة لكسر الجدار الرابع، حتى تصلح عندما تتم إعادة المسلسل في أوقات أخرى، دون ربطها بيوم واحد فقط بعينه.

وتدور أحداث المسلسل في عالم الجريمة، بين الأبطال الثلاثة، أحمد السقا، وباسم سمرة، وطارق لطفي، بمشاركة الكثير من الممثلين الآخرين، وعلى رأسهم مي كساب وزينة ونهى عابدين وصلاح عبد الله ومصطفى أبو سريع.