هنود "تشاناباتنا".. حرفيون يبرعون بصناعة الألعاب الخشبية
تصدح أصوات الآلات وتنتشر رائحة الخشب المنحوت داخل مشغل هندي لتصنيع الألعاب، فهذا الفنّ المحلي الذي يعود تاريخه إلى قرون، لا يزال قائما رغم البدائل البلاستيكية الأرخص.
تشتهر مدينة تشاناباتنا الهندية بألعابها المصنوعة من الخشب والورنيش والمنحوتة من خشب العاج المتأتي من شجرة محلية، والمغمسة بصبغة زاهية الألوان مصنوعة من مكونات طبيعية بينها الكركم والنيلة.
تقول صانعة الألعاب روبا التي تعرّف عن نفسها باسمها الأول فقط "شعرتُ بأنني مهتمة بتعلّم تصنيع الألعاب بعد أن رأيت الناس في حيي ينجزون ذلك. شعرتُ أنني أستطيع أيضا تعلّم هذه الحرفة".
تُعدّ الخيول الهزازة ومشايات الأطفال والدمى الراقصة المصنوعة من الخشب من أكثر الألعاب الموجودة في المشغل، الذي يوظف نحو 2500 حرفي في المدينة الواقعة في ولاية كارناتاكا في جنوب البلاد.
يعود تاريخ تصنيع الألعاب في تشاناباتنا إلى القرن الثامن عشر عندما طلب تيبو سلطان، حاكم مملكة ميسور آنذاك، من فنانين من بلاد فارس تدريب السكان المحليين.
لكنّ المنافسة المتزايدة من الألعاب المنتجة بكميات كبيرة، بينها النسخ الرخيصة المصنوعة في الصين، ألقت بظلالها على نمو هذه الحرفة في البلدة، والتي صمدت واستمرت.
وزاد الاهتمام بمنتجات البلدة في العام 2010 عندما اشترت السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة ميشيل أوباما عددا كبيرا من الألعاب في العاصمة نيودلهي خلال زيارة رسمية للهند.
كانت الألعاب في السابق مصنوعة يدويا بالكامل، لكن استخدام المخرطة الكهربائية والآلات الأخرى ساعد في الحفاظ على الحرفة اقتصاديا.
ويقول بي فينكاتيش الذي يدير ورشتين صغيرتين في المدينة: "في الأيام الخوالي، كان كل عمل يتطلب حرفيين. لكن اليوم، مع وجود عدد قليل منهم، يمكن للآلات المساعدة في مختلف المهام".
هذه الحرفة ليست سيئة للرجل البالغ 53 عاما، إذ يتلقى مشغله طلبات لآلاف من الموردين في مختلف أنحاء البلاد خلال أشهر الذروة. ويؤكد فينكاتيش أن الناس يقدّرون جودة الألعاب طويلة الأمد.
ويقول "عندما نجفف خشب العاج بشكل صحيح، ونضع الورنيش والأصباغ النباتية، تظل الألعاب على حالها لمئات السنين".
لكنه يحذر من أن تجارته "ستتلاشى على المدى البعيد" في حال لم تتلق مزيدا من الدعم.
في وقت سابق من هذا الشهر، تعهدت الحكومة بخطة تهدف إلى جعل الهند مركزا عالميا للألعاب المبتكرة والفريدة من نوعها التي تعكس الثقافة المحلية.
ويشير فينكاتيش إلى أنّ السلطات عليها إنجاز المزيد من خلال فتح ورش عمل للمساعدة في تنمية جيل جديد من الحرفيين.
بالنسبة إلى مَن يعملون أصلا في هذا المهنة، تشكل حرفتهم أكثر من مجرد مصدر رزق بسيط.
وتقول روبا "إن صناعة الألعاب تمنحني شعورا بالبهجة والسعادة".