"خبير غير متوقع" يحل لغز "عازفة العود" بعد قرون من الجدل

قلَب الذكاء الاصطناعي موازين عالم الفن بعد أن أثبت أصالة لوحة The Lute Player، عازفة العود، للرسام الإيطالي الشهير كارافاجيو، والتي كانت قد رُفضت لعقود من قبل دور المزادات والمتاحف الكبرى على أنها مجرد نسخة.

التحليل الرائد، الذي أجرته شركة Art Recognition السويسرية بالتعاون مع جامعة ليفربول، أكد بنسبة 85.7% أن اللوحة المحفوظة في قصر بادمينتون في غلوسترشير، هي عمل أصيل لميكيل أنغلو ميريسي دا كارافاجيو، أحد أهم فناني القرن السابع عشر.

الدكتورة كارينا بوبوفيتشي، رئيسة الشركة، وصفت النتيجة بأنها اكتشاف مهم، مؤكدة أن "أي نتيجة تتجاوز 80% تعتبر مرتفعة جدًا وتطابقًا قويًا".

النظام المستخدم يعتمد على تقنيات تعلم آلي متطورة مثل الشبكات العصبية الالتفافية، Convolutional Neural Networks، ومحوّلات الرؤية، Vision Transformers، لتحليل ضربات الفرشاة والأسلوب الفني بمقارنتها مع أعمال مؤكدة لكارافاجيو.

هذا الاكتشاف يتناقض مع الموقف الذي تبنته مؤسسات مرموقة مثل دار سوذبيز ومتحف المتروبوليتان في نيويورك، إذ باعت سوذبيز اللوحة عام 1969 باعتبارها نسخة "بعد كارافاجيو" مقابل 750 جنيهًا إسترلينيًا فقط، وحتى عند إعادة بيعها عام 2001 مقابل 71 ألف جنيه إسترليني، ظلت مصنفة ضمن "دائرة كارافاجيو".

المؤرخ الفني البريطاني كلوفيس ويتفيلد، الذي اشترى اللوحة مع المقتني ألفريد بدر عام 2001، كان من أبرز المدافعين عن أصالتها، مشيرًا إلى أن تفاصيلها الدقيقة مثل انعكاسات قطرات الندى على الأزهار "تطابقت تمامًا" مع وصف جيوفاني باغليوني عام 1642 لعمل شاهده في قصر الكاردينال فرانشيسكو ماريا ديل مونتي.

في المقابل، رفض كيث كريستيانسن، رئيس قسم اللوحات الأوروبية في متحف المتروبوليتان آنذاك، نسب اللوحة لكارافاجيو، وكتب عام 2007 إلى ألفريد بدر قائلاً "لا أحد، وبالتأكيد لا أي باحث معاصر، سبق له أو قد يقبل فكرة أن لوحتك يمكن أن تكون مرسومة بيد كارافاجيو".

لكن بعد نتائج الذكاء الاصطناعي، صرّح ويتفيلد لصحيفة The Guardian "نتيجة الذكاء الاصطناعي أطاحت بالسيد كريستيانسن من موقعه"، في إشارة إلى أن التكنولوجيا ربما تكون قد حسمت واحدة من أعقد المسائل الفنية في تاريخ الفن الحديث.