من ترامب لماكرون.. ماذا يعني المكياج للسياسيين؟

ما يُنشر على الإنترنت يبقى للأبد، لذلك من الأفضل أن تظهر بأفضل صورة ممكنة، لهذا السبب يلجأ العديد من السياسيين إلى المكياج كجزء من استراتيجيتهم في بناء صورة عامة مثالية، فالمكياج بالنسبة لهم ليس مجرد تجميل، بل وسيلة للتواصل مع الجمهور، خاصة للرئيس العائد إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، فيبدو أن "البرونزر" لا يفارق حقيبته.

ترامب ليس السياسي الوحيد الذي يلجأ للمكياج، فمن كيت ميدلتون إلى جو بايدن، يعتمد كل منهم على أسلوبه الخاص للتأثير والتواصل مع العالم. فماذا يعني مكياج كل هؤلاء السياسيين؟

معايير المكياج النسائية في عالم السياسة

ميلانيا ترامب

قد يشير المكياج الثقيل إلى رغبة في التحكم بالصورة الشخصية، مما يبرز مظهرا مصقولا ومحميا، وغالبا ما يتبنى السياسيون هذه التقنيات للحفاظ على مظهر خالٍ من العيوب وسط التدقيق الإعلامي المستمر.

على سبيل المثال، تُفضل ملانيا ترامب عادة المكياج الذي يركز على العيون مع كونتور للوجه، مما يبرز عينيها، وهي نقطة تركيز مرتبطة غالبا بالعاطفة والإحساس بالتواصل، حسب ما تحكي خبيرة المكياج جنى قرماز لبلينكس.

شفاها الطبيعية توازن هذا المكياج المكثف، مما يحافظ على مظهر متكامل من دون المبالغة. ويحكي فنّان المكياج الخاص بها، نيكول بريل، إن هذا الأسلوب مُصمّم ليحافظ على إشراقتها تحت الأضواء القاسية، وهو أمر بالغ الأهمية في الأماكن التي يكون فيها الظهور العام والمظهر المتقن محورا للظهور.

كيت ميدلتون

من ناحية أخرى، تميل شخصيات مثل كيت ميدلتون إلى المكياج الخفيف، حيث تفضل الأساس البسيط مع حواجب محددة وظلال عيون ناعمة. ويعتمد أسلوب كيت على جمال طبيعي يعزز بعض الملامح بشكل بسيط، مما ينقل إحساسا بالرقي والبساطة في آن واحد، ويعكس صورة أنيقة ومتوازنة تتماشى مع دورها الملكي.

ولكن يجب على كيت الالتزام بمجموعة من القواعد الملكية للحفاظ على مظهر أنيق وبسيط، فـ:

• من الممنوع أن تضع أحمر الشفاه اللامع.
• يجب أن يكون مكياج وجهها خفيفا من دون مكياج للعينين ثقيل.
• يجب تصفيف شعرها دائما بشكل أنيق.
• يجب ألا تُرى أبدا وهي تعيد وضع مكياجها أو تعدلها في الأماكن العامة.

إيفانكا ترامب

تتسم إيفانكا ترامب بتنوع "أسلوبها المكياجي"، حيث تختار في بعض الأحيان الشفاه الحمراء الجريئة وفي أوقات أخرى تعتمد الألوان الطبيعية.

كما ظهرت إيفانكا في إحدى المناسبات بشفاه حمراء تتماشى مع بدلتها الزرقاء المخملية، وهي إشارة إلى ألوان علم الولايات المتحدة في ليلة انتخاب والدها، مما يعكس توافقها مع الرمزية الوطنية في تلك اللحظة.

معايير المكياج لرجال السياسة

تميز البشرة البرونزية وجوه الرؤساء الأميركيين، فكلهم من الرجال البيض عدا واحد. واكتسب هؤلاء اللون البرونزي الشهير نتيجة ساعات أمضوها تحت أشعة الشمس في حشد الجماهير ومصافحة الناخبين المحتملين. ولكن حتى إذا كانت الحملات الانتخابية تتم داخل استوديو تلفزيوني، فسوف تظل ترى بشرة سمراء، متوهجة بالقدر المناسب لكاميرات عالية الدقة.

وبينما كان الضغط سابقا على النساء فقط، يشعر الرجال الآن ببعض هذا الضغط.

أحد المخاوف الرئيسية للسياسيين الذكور هو التخفيف من اللمعان والتعرق، نتيجة الحرارة أو الأضواء الساطعة أو البشرة الدهنية بشكل طبيعي. فيحاول فنانو المكياج محو علامات الإرهاق والتوتر من خلال تفتيح منطقة العين وتنعيم الأكياس تحت العين باستخدام مكياج تصحيح اللون.

تحكي خبيرة المكياج كريس بليفينز إن اللون بشكل عام هو المفتاح، فإذا كان الرجل شاحبا جدا، فقد يبدو مريضا، على الشاشة. كما يهتم خبراء التجميل بتغطية بقع الشيخوخة وتقليل التجاعيد.

ربما يكون الرجال في السياسة أقل استخداما للمكياج مقارنة بالنساء، لكن هذا لا يعني أن المكياج لا يلعب دورا في حياة السياسيين، إذ يعمل فنانو المكياج مثل بليفينز على تحسين الألوان الطبيعية للجلد وخلق ملمس متساوٍ، مما يقلل من الاحمرار والتعب من دون التأثير على المظهر الطبيعي.

جو بايدن

على سبيل المثال، يُعد روتين المكياج الخاص بجو بايدن سريعا وعَمليا، حيث يهدف إلى تحقيق بشرة ناعمة ومتناسقة، مما يوازن بين الود، والسلطة في صورته العامة.

ولكن في إحدى المناظرات، ظهر شاحبا ومتعبا للغاية، وقد يكون السبب المكياج الذي غطى لونه الطبيعي.

دونالد ترامب

دونالد ترامب، فقد أصبح مظهره العام جزءا من شخصيته العامة المميزة، حيث يبرز بفضل بشرته البرونزية وشعره المميز، مما يشكل جزءا من صورته العامة، ويعكس تفضيله للمظهر المصنوع بإتقان، ويُعتقد أنه يستخدم مزيجا من الكونسيلر وأصابع البرونز بكثافة وبشكل غير متساوٍ.

وقبل الانتخابات، أشارت محررة الصور إيميلي إيلسي إلى أن حب ترامب للون البرونزي يعود لمشاركته في برنامج The Apprentice، وتربط إيلسي بين كثافة استخدام هذا اللون والتوتر الذي يعاني منه، ففي 2020، كان يبدو ترامب "برتقاليا للغاية".

إيمانويل ماكرون

سابقا، تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقادات شديدة في وقت مبكر من ولايته الأولى عندما أفادت وسائل الإعلام أن فاتورة مكياجه على مدار ٣ أشهر بلغت 26 ألف يورو.

ودافع مساعدو الرئيس عن أعمال المكياج باعتبارها "مسألة ملحة"، فيما لم يقدم أحد شرحا نوع الماكياج الذي يستخدمه ماكرون.