غاز عكاز.. من كوريا لأوكرانيا داخل حدود العراق

منح المشروع في بدايته لشركة "كوغاس" الكورية الجنوبية، لكن الوزارة سحبت العقد منها ومنحته للأوكرانية.

وكانت وزارة النفط العراقية أعلنت في سبتمبر 2023، عزمها إسناد تطوير الحقل الغازي إلى شركة أوكرانية، قبل أن تُوقّع في أبريل 2024 عقدًا مع شركة "يوكرزم ريسورس" (Ukrzemresurs)، التي تقدّمت بطلب إلى دائرة العقود والتراخيص النفطية، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، مقرّها واشنطن.

يهدف الاتفاق إلى إنتاج 100 مليون قدم مكعب قياسي يوميا في أول عامين على أن يرتفع الإنتاج إلى 400 مليون قدم مكعب قياسي في غضون 4 سنوات، يغذي من خلاله محطة كهرباء الأنبار ومحطة عكاز الغازية.

وقال مدير عام شركة نفط الوسط، محمد ياسين حسن، "اليوم شهدنا تنازل الشركة الكورية كوكاز إلى الشركة الأوكرانية لتنفيذ واستثمار مشروع حقل عكاز الذي يمثل خطوة مهمة في استثمار الغاز، وخصوصا في المنطقة الغربية لما تحمله هذه المنطقة من مخزون غازي كبير.

وجاء في بيان لوزارة النفط أن شركة كوغاس الكورية الجنوبية وافقت على التخلي عن رخصة تطوير حقل عكاز لشركة يوكرزم ريسورس الأوكرانية.

لم تمض ساعات قليلة بعد التوقيع حتى أكدت لجنة النفط والغاز في البرلمان العراقي، رفضها إعلان وزارة النفط الاتحادية، توقيع عقد تطوير حقل عكاز الغازي مع إحدى الشركات الأوكرانية.

وقال عضو لجنة النفط والغاز النيابية علي المشكور في بيان في الـ24 من أبريل، إن "وزارة النفط العراقية عملت على استبدال شركة كوكاز الكورية، بشركة يوكرزم ريسورس الأوكرانية، بدلاً من التعاقد مع شركات عالمية، وهذا عكس توجهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".

وأوضح المشكور، أن "هذا العقد فيه هدر كبير لثروات العراق، وسيكون هناك هدر لنفط العراق، وهذا يؤكد أن العراق يخفق من جديد في اختيار الشركات الرصينة للعمل داخل أهم مجال اقتصادي في البلد".

وبحسب عضو اللجنة، يجب التصدي لهذا العقد ورفضه لما له من تداعيات كارثية على اقتصاد العراق ونفطه، خاصة أنه تعاقد مع إحدى الشركات "الهزيلة".

وتابع المشكور "سنعمل على كشف وفضح الشبهات في هذا التعاقد خلال المرحلة المقبلة، خاصة أنه جاء من قبل بعض النواب لمصالح معينة، سنكشف عنها قريباً وبالأدلة".

بعد اتهامات برلمان العراق، لجأت وزارة النفط إلى تأكيد صحة موقف تعاقدها مع شركة يوكرزم ريسورس الأوكرانية، إذ أصدرت بيانا في الـ4 من مايو، قالت فيه، إن الشركة اجتازت المعايير الفنية، وهي الوحيدة التي قبلت بشروط عقد الخدمة لتطوير حقل عكاز العراقي.

وقال وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج باسم محمد خضير، إن الشركة الأوكرانية تستكمل إجراءات طلب منح سمات الدخول إلى البلاد لمهندسيها وجيولوجييها وفنييها، وذلك تمهيدًا لتسلُّم الحقل والبدء بتنفيذ الالتزامات التعاقدية المطلوبة، بحسب بيان الوزارة.

يتفق اقتصاديون مع بعض ما جاء في رفض اللجنة النيابية، إذ يقول رئيس مركز العراق للطاقة فرات الموسوي إن الشركة الأوكرانية لا تمتلك الخبرة الكبيرة وهي تأسست في عام 2004.

وقال مسؤولون إن كوجاس وقعت اتفاقا في عام 2011 لتطوير حقل عكاز للغاز، الأكبر في العراق، لكن عمليات التطوير تأخرت بسبب عدم الاستقرار الأمني في المنطقة وخلافات تتعلق بالتعاقد.

عملت شركة "يوكرزم ريسورس" في مجالات نفطية عدة لكنها لم تشرف على عقد استثماري بهذا الحجم أو المساحة.

ويقول الموسوي إن شركات نفطية عملاقة تقدمت بعروض لاستثمار حقل عكاز منها شركة هيلي بيرتون للخدمات النفطية الأميركية التي تعمل في العراق، لكن الوزارة اختارت الشركة الأوكرانية بشكل مفاجئ، مبررة ذلك أن الأخيرة هي الوحيدة التي وافقت على عقد الخدمة الذي طرحته الوزارة لاستثمار الحقل ويتضمن دفع تعويضات للشركة الكورية السابقة ودفع أموال للوزارة وتقديم 50 مليون دولار كضمانات في حال عدم إنجاز المشروع وهو مالم تقبله الشركات الباقية.

يقع حقل عكاز في محافظة الأنبار غرب العراق، على بعد 30 كيلومترا جنوب مدينة القائم على الحدود السورية.

اكتُشف حقل الغاز عام 1922، ويبلغ طوله نحو 30 كيلومترا وعرضه نحو 12 كيلومترا، ومُنح لشركة كوغاز الكورية الجنوبية المملوكة للدولة في عام 2010. وفي عام 2011، وقّعت الشركة الكورية اتفاقية لتطوير الحقل.

استعاد حقل عكاز للغاز 0.61% من إجمالي احتياطياته القابلة للاستخراج، ويُتوقع أن يبلغ ذروة الإنتاج في عام 2030، وأن يستمر الإنتاج حتى يصل الحقل إلى الحدّ الاقتصادي الأقصى في عام 2062، بحسب موقع "أوف شور تكنولوجي".