كيف يغير الذكاء الاصطناعي التجارة الإلكترونية؟

توضح صحيفة لوموند أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتجه لأن يصبح "وكيل تسوق شامل" حيث "سيتولى هذا الروبوت الذكي جميع المهام، وستضطر العلامات التجارية للمحاربة من أجل أن يتم إدراجها في نظامه وفي أدوات البحث الجديدة مثل تشات جي بي تي وبيربليكسيتي.

وحذر تقرير لمجلة Marketing Week من أن العلامات التجارية التي كانت تعتمد تقليدياً على محركات البحث مثل غوغل لتحقيق ظهورها الرقمي، قد تجد نفسها خارج دائرة القرار الشرائي مع دخول وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيقومون بكل عمليات البحث والمقارنة بالنيابة عن المستهلك.

وينصح التقرير خبراء الشركات بالاستعداد عبر تحسين أداء علاماتهم في نتائج البحث على المنصات التي تعتمد عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل تشاب جي بي تي و جيميناي و بينغ وغوغل.

كما أكد التقرير أن العلاقات العامة ستلعب دوراً حاسماً في ضمان ظهور العلامات التجارية، إذ يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على المحتوى المنشور والحوارات حول العلامة التجارية في وسائل الإعلام.

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي لم يكن بعد منتشراً بشكل واسع عام 2020، إلا أن بي بي سي نشرت تقريرا في هذا الشأن يشير إلى قدرة هذه التقنية التأثير على سلوك المستهلكين ودفعهم لاتخاذ قرارات شراء قد لا تكون مخططة.

وأوضح التقرير أن أنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة على التعلم الذاتي وتحليل أنماط سلوك المستهلكين، لتقديم عروض وتوصيات شديدة التخصيص قبل أن يدرك العميل حاجته إلى المنتج فعلياً، وهو ما وصفه أحد الخبراء بـ"الكأس المقدسة في تجارة التجزئة".

وأشار التقرير إلى تجربة تطبيق Ubamarket البريطاني الذي قدم للمستخدمين عروضاً مخصصة عبر الذكاء الاصطناعي. وأظهرت التجربة زيادة معدلات الشراء بنسبة 20%، كما ارتفعت احتمالية عودة المستخدمين للتسوق من المتجر نفسه بمعدل ثلاثة أضعاف، مقارنة بالمستخدمين العاديين.

ويؤكد تقرير لوموند أن الهدف الأساسي للتجار هو "إشراك" الزوار مواقعهم وتحفيزهم لإتمام عمليات الشراء. وتوفر تقنيات الذكاء الاصطناعي أدوات مبتكرة لهذا الغرض، منها تجربة قياس الملابس افتراضياً لتقليل معدلات الإرجاع، أو إمكانية تصوير منتج معين والبحث عنه مباشرةً في المتاجر الإلكترونية، أو تحديد منتجات العناية بالبشرة وفقاً لنوع البشرة.

أفاد تقرير نشرته مجلة فوربس أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة فعالة للعلامات التجارية ليس فقط في عمليات التصميم والتسويق، بل أيضاً في تحسين دقة التنبؤات حول سلوك المستهلك وتحليل البيانات الضخمة للحصول على رؤى دقيقة حول الأداء واتجاهات السوق.

تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد أفكار تصميم أولية، وإنشاء عروض تقديمية كاملة، واقتراح استراتيجيات تسويقية بناءً على تحليل المشاعر وسلوك المستهلكين. كما تستفيد العلامات التجارية من قدرات الذكاء الاصطناعي في تخصيص المحتوى والخدمات بما يتناسب مع احتياجات الجمهور المستهدف، مما يوفر تجربة مستخدم أكثر شخصية وتأثيراً.

رغم هذه المزايا، يشير التقرير إلى أن نجاح هذه الأدوات يعتمد على التوازن بين الإبداع البشري وكفاءة الذكاء الاصطناعي، بحيث تعمل التكنولوجيا كمساعد يعزز من قدرات المصممين والمسوّقين دون أن يحل محلهم.