من البحر إلى الفضاء.. "اصنع في الإمارات" يرسم خريطة التصنيع الجديد
واصلت الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" 2025 أعمال يومها الثاني، وتستمر حتى 22 مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وشهدت منصة "اصنع في الإمارات" في يومها الثاني انطلاقة غنية بالفعاليات تحت شعار "تأثير برنامج المحتوى الوطني- التزام دولة الإمارات بتطوير مهارات الكوادر الإماراتية".
كما ركزت جلسة الصانعات والمبتكرات على دور المرأة في تشكيل مستقبل الصناعة، وفق وكالة أنباء الإمارات، وام.
تقنيات بحرية تُحلّق نحو المستقبل
أعلنت "أدنوك للإمداد والخدمات بي ال سي" عن اختيارها مركبة "فايس روي" البحرية الكهربائية ذات التحليق المنخفض التي تقوم بتصنيعها شركة "ريجنت" الأميركية، لاختبارها خلال مرحلة تجريبية بهدف تقييم مدى ملاءمتها لنقل العاملين من وإلى المنشآت البحرية لقطاع الطاقة.
تُمثل المركبة الجيل الجديد من المركبات البحرية، وتجمع بين سرعة الطائرات وسهولة استخدام القوارب وتوفر نقلاً عالي السرعة خالياً من الانبعاثات الكربونية.
وتتسع مركبة " فايس روي" لما يصل إلى 12 راكباً أو 1600 كغ من البضائع، ويمكنها السير بسرعة 300 كم في الساعة (180 ميلاً في الساعة) لمسافات تصل إلى 300 كم.
وتتميز المركبة بقدرتها الفائقة على العمل في أوضاع متعددة مثل العوم، والانزلاق، والتحليق، مما يمنحها تنوعاً فريداً في الاستخدامات ويُمكّنها من إنجاز عمليات النقل البحري بكفاءة.
وبمُقارنتها بالطائرات المروحية، فإن هذه المركبة تتميز بتكاليفها التشغيلية المنخفضة بنسبة تصل إلى 80%؛ وهي مزوّدة بأجهزة استشعار متطورة وأنظمة تحكم آلية لضمان عمليات آمنة وموثوقة.
يذكر أن المرحلة التجريبية لمركبة "فايس روي" التي تصنعها شركة "ريجنت"، تتماشى مع مساعي "أدنوك" لتحقيق هدف الحياد المناخي بحلول عام 2045، وتدعم الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات لتعزيز الابتكار والاستدامة وتنمية القاعدة الصناعية الوطنية، حسب وام.
من الدفاع إلى الفضاء.. تصميم المستقبل
تستعرض مجموعة "ايدج" خلال مشاركتها في "اصنع في الإمارات" 2025 دورها المحوري في تسريع وتيرة تطوير الصناعات الدفاعية السيادية في دولة الإمارات، والمساهمة في بناء منظومة صناعية تنافسية على المستوى العالمي وذلك انطلاقا من دورها كجهة وطنية رائدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والتصنيع الدفاعي.
وتُعد شركة هالكن، التابعة للمجموعة والمتخصصة في أنظمة الأسلحة الذكية، من أبرز الجهات المساهمة في هذا التوجه، حيث خصصت أكثر من 100 مليون درهم في طلبات شراء لصالح 26 مصنعا داخل دولة الإمارات.
ويتوافق نمو "ايدج" الصناعي مع استثمارها القوي في المواهب الوطنية. فمنذ العام 2022، سجلت المجموعة ارتفاعا بنسبة 84% في عدد الإماراتيين العاملين في وظائف التصنيع، وارتفاعا بنسبة 143% في عدد الفنيّين والتقنيّين الإماراتيين.
وسيعمل المركز بصفته شريكا استراتيجيا وذراعا تنفيذية لبرنامج التحوّل الرقمي من الجيل الرابع التابع للوزارة، بما يدعم اعتماد تكنولوجيا الصناعة 4.0 وبتطوير مرافق التصنيع الذكية والمتقدمة.
وتعمل مجموعة "ايدج" كذلك على تعزيز التحوّل ضمن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في مختلف عملياتها، حيث تقود عمليات الأتمتة زيادة تصل إلى حدود 100% على مستوى الطاقة الإنتاجية، وإلى حدود 70% في كفاءة التخزين، بموازاة تسجيل تحسينات تزيد عن 40% في كل من الإنتاجية وجودة المنتج.
وقد تمّ بالفعل تسليم أكثر من 65 مشروعًا، ممّا أدّى إلى إتمام تحويل 24 منشأة إنتاج في 10 شركات تابعة لـ"ايدج". وقد عززت هذه الجهود بشكل مباشر قدرات 1100 موظف، وحققت قيمة تراكمية تزيد عن 180 مليون درهم إماراتي حتى تاريخه.
وفي سياق توسع هذه البنية التحتية، قامت مؤخرًا شركة "أدفانسد كونسيبتس"، التابعة لمجموعة "ايدج" والتي تركز على تطوير تقنيات الجيل التالي، بتعزيز قدراتها الرامية إلى إنشاء النماذج الأولية السريعة المستقلة، وأطلقت منشأة جديدة للتصنيع باستعمال تقنية التحكم العددي الحاسوبي (CNC).
تطوير وابتكار في قطاع السيارات والتنقل المستدام
أعلنت "روكس موتور"، الشركة العالمية المتخصصة في مجال تصنيع السيارات العاملة بالطاقة الجديدة عن توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي مع شركة "بروج" الرائدة في مجال البتروكيماويات والتي تقدم منتجات وحلول "البولي أوليفين" المبتكرة والمتميزة.
ويهدف هذا التعاون إلى دفع جهود التطوير والابتكار لقطاع السيارات والتنقل المستدام في دولة الإمارات من خلال توظيف أحدث ابتكارات منتجات "البولي أوليفين"، بما يُلبي مختلف تطلعات مستخدمي السيارات في منطقة الشرق الأوسط والأسواق العالمية.
وبموجب الاتفاقية، ستعمل "روكس موتور" وشركة "بروج" على استكشاف آفاق تطوير وتطبيق مواد "البولي أوليفين" القابلة لإعادة التدوير، إلى جانب المواد الهندسية المركّبة خفيفة الوزن التي تدخل في صناعة المكونات الداخلية والخارجية للسيارات.
وستُسهم هذه المواد في خفض وزن السيارات الكهربائية وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة وتلبية الطلب المتزايد على حلول التنقّل المستدام محليًا وعالميًا، مع الحفاظ على تجربة أداء عالية والحدّ من الأثر البيئي إلى أدنى قدر ممكن.
ماذا يخطط "مجمع سبيس 42 للصناعات الفضائية"؟
أعلن مكتب أبوظبي للاستثمار، اليوم، خلال مشاركته في فعاليات "منتدى اصنع في الإمارات 2025"، عن إطلاق "مجمع سبيس 42 للصناعات الفضائية"، أول منشأة صناعية متخصصة على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مجال تصنيع الأقمار الصناعية الرادارية التجارية لرصد الأرض، وذلك بالشراكة مع "سبيس 42"، الشركة الإماراتية المتخصصة في مجال تقنيات الفضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع حضور عالمي ملموس.
وسيضطلع المركز بمهام تصنيع واختبار الأقمار الصناعية، بما يعزز قدرات أبوظبي على الوصول إلى البيانات الفضائية باستقلالية.
وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في هذا المجال على مستوى المنطقة، وستمهّد الطريق أمام دولة الإمارات لتصنيع أقمار صناعية رادارية متقدمة لرصد الأرض، مما يعزز من بنيتها التحتية السيادية ويكرّس مكانتها في قطاع الفضاء الإقليمي والدولي.
ومن المتوقع أن يسهم "مجمع سبيس 42 للصناعات الفضائية" في تحقيق أثر اقتصادي مستدام واستحداث فرص وظيفية مهارية في قطاع الصناعات المتقدمة، بما في ذلك العديد من الوظائف المتخصصة للمواطنين الإماراتيين، ما يعكس التزام أبوظبي بتنمية قاعدة كفاءاتها المحلية عالية المهارة.