مال وأعمال

احتراق الحلم الكهربائي.. عودة إلى محركات البنزين تجتاح العالم

نشر
blinx
على الرغم من الاستثمارات الضخمة في السيارات الكهربائية، تشهد صناعة السيارات العالمية تحولًا ملحوظًا نحو محركات البنزين والهجين، مدفوعة بمزيج من تراجع الطلب في الأسواق الغربية، المنافسة الصينية المتنامية، والسياسات الحكومية التي بدأت تعيد تقييم التحول الكهربائي الصرف.

العودة إلى البنزين.. فرصة أم مخاطرة؟

وتشير بيانات فايننشال تايمز إلى أن شركات كبرى مثل فورد وجنرال موتورز وستيلانتيس أعادت تركيز استثماراتها على محركات الاحتراق الداخلي والهجين، مستفيدة من هوامش ربح أعلى للسيارات الكبيرة والشاحنات مقارنة بالسيارات الكهربائية الأقل ربحية.
على سبيل المثال، سجلت فورد خسارة تشغيلية بقيمة 5 مليارات دولار من أعمال السيارات الكهربائية في 2024، مقابل أرباح 5.3 مليارات دولار من قسم محركات الاحتراق الداخلي.
رئيس فورد، جيم فارلي، وصف التحول نحو محركات البنزين والهجين بأنه "فرصة بمليارات الدولارات"، بينما تراهن جنرال موتورز بمبلغ 900 مليون دولار على مستقبل محرك V8 نظيف يمكن استخدامه في الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي التي تعمل بالبنزين أو الهجين.
وتتوقع AlixPartners أن تشكل السيارات الكهربائية النقية نحو 7٪ فقط من مبيعات السيارات في الولايات المتحدة بحلول 2026، مقارنة بـ68٪ للبنزين و22٪ للهجين، بينما في 2030 قد تصل نسبة السيارات الكهربائية إلى 18٪ فقط مقابل 40٪ في أوروبا و51٪ في الصين، بحسب فايننشال تايمز.

البنزين مقابل الكهرباء في أوروبا

في ألمانيا، أصبح مستقبل حظر محركات البنزين (المقرر لعام 2035) أحد أكبر ملفات الخلاف بين الأحزاب السياسية.
ففي وقت يسعى الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة ميرز فريديرش إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي لتخفيف الحظر وفتح المجال أمام السيارات الهجينة، يؤكد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني على ضرورة الالتزام بالتحول الكهربائي لضمان التخطيط المستقبلي واستقرار المناخ، بحسب تقرير لصحيفة ديرشبيغل.

الصين.. اللاعب المسيطر على الكهرباء

على الصعيد العالمي، تواصل الصين الهيمنة على سوق السيارات الكهربائية، حيث يُتوقع أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية مبيعات السيارات التقليدية على أساس سنوي لأول مرة هذا العام.
وتمتلك الصين نحو ثلثي مبيعات السيارات الكهربائية العالمية و70٪ من سوق البطاريات العالمي، ما يمنحها ميزة تنافسية ضخمة مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا، بحسب فايننشال تايمز.
وتظل السيارات الكهربائية أقل ربحية مقارنة بمحركات البنزين، خصوصًا للسيارات الكبيرة. بينما تستفيد شركات مثل بي إم دبليو وتويوتا من استراتيجيات متعددة المسارات، محققة أرباحًا من المبيعات الهجينة والبنزين، تواجه شركات متخصصة في الكهرباء مثل تسلا تحديات كبيرة، بما في ذلك خسائر محتملة بسبب توسيع خطوط الإنتاج للبنزين والهجين بعد فشل التحول الكهربائي المتوقع.
ففي الولايات المتحدة مثلا، ساهمت المبيعات القوية للسيارات الهجينة في دفع مبيعات تويوتا العالمية لمستوى قياسي، حيث شكلت الهجينة نحو 40٪ من المبيعات خلال أول ثمانية أشهر من 2025، رغم رسوم التعريفات السنوية البالغة 9.3 مليار دولار.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة