ترامب.. من التشكيك في الكريبتو إلى اعتلاء عرشها السياسي
صعد دونالد ترامب خلال فترة وجيزة إلى صفوف كبار المستثمرين في العملات الرقمية، محققاً أرباحاً تُقدَّر بمليارات الدولارات من مشاريع مرتبطة بالبيتكوين والرموز الرقمية التي تحمل اسمه.
وجاء هذا الصعود، الذي تزامن مع فوزه في الانتخابات الأخيرة، في ظل توسع نشاط شركاته العائلية وسياسات حكومية داعمة للقطاع، وهو ما أثار تساؤلات واسعة في واشنطن حول تضارب المصالح واستغلال المنصب لتحقيق مكاسب مالية مباشرة.
وبحسب تحقيق نشرته
فايننشال تايمز، فقد جنى ترامب وعائلته أكثر من مليار دولار من مشاريع الكريبتو خلال عام واحد فقط، مستفيدين من طفرة في السوق غذّتها قرارات سياسية صادرة من إدارته نفسها.
وشملت هذه القرارات إنشاء احتياطي وطني من البيتكوين، وتعيين شخصيات داعمة للعملات الرقمية على رأس الجهات التنظيمية الفيدرالية، إضافة إلى تقليص الملاحقات القانونية ضد شركات كبرى في القطاع.
وفي الوقت الذي كان يُنتقد فيه سابقاً لاعتباره البيتكوين "خدعة"، أصبح اليوم أحد أبرز اللاعبين في هذا القطاع، مستفيداً من موقعه السياسي وارتباطه المباشر بشركات تنشط في مجال الكريبتو.
كيف حققت شركات ترامب مليار دولار من الكريبتو؟
بحسب فايننشال تايمز، أسس ترامب وعائلته شبكة معقدة من الشركات العاملة في قطاع الكريبتو تشمل مشاريع الميم كوين، مثل $TRUMP و $MELANIA، إضافة إلى منصة مالية تُعرف باسم World Liberty Financial.
وتشير البيانات إلى أن المشروع الأخير حقق 550 مليون دولار من بيع رمزه WLFI، إضافة إلى 2.7 مليار دولار من إصدار العملة المستقرة USD1، مع عائدات فائدة تقدَّر بنحو 40 مليون دولار حتى منتصف عام 2025.
كما ضخّت شركة Trump Media & Technology Group استثمارات ضخمة في البيتكوين، ما رفع قيمة أصول ترامب الورقية إلى نحو 1.9 مليار دولار. وباعتباره المساهم الأكبر في هذه الشركة بنسبة تقارب 41%، فقد حصل على مئات الملايين من الأرباح المباشرة.
ومع فوزه في الانتخابات، تدفقت الاستثمارات نحو المشروع، لترتفع قيمته السوقية بشكل حاد وتضيف أكثر من مليار دولار إلى ثروته، وفقاً للتقديرات المنشورة في مجلة
فوربس.
هذا التداخل بين قرارات البيت الأبيض وتحركات السوق أعاد فتح النقاش في واشنطن حول حدود الشفافية والمساءلة، وسط تحذيرات من أن ما يحدث يشكل سابقة قد تغيّر الطريقة التي يتعامل بها الرؤساء مستقبلاً مع مصالحهم المالية الخاصة.
اتهامات بالاستفادة من الرئاسة لتضخيم الثروة
بحسب تحقيق لشبكة
ABC News، أطلقت عائلة ترامب رمزاً رقمياً يحمل اسمه $TRUMP قبل أيام من تنصيبه، وحققت أرباحاً هائلة من رسوم تداوله. وخلال أربعة أشهر فقط، بلغت هذه الرسوم نحو 320 مليون دولار، ذهبت الحصة الكبرى منها إلى العائلة.
كما يشير التحقيق إلى أنّ خطابات ترامب المؤيدة للكريبتو، ووعوده بسياسات تنظيمية ميسّرة، ساهمت في رفع قيمة الأصول الرقمية التي يمتلكها بشكل مباشر، ما غذّى اتهامات باستغلال المنصب الرئاسي لتحقيق مكاسب خاصة.
ووفقاً لتقديرات مالية، قفزت ثروته من 3.9 مليار دولار إلى 7.3 مليار في غضون عام واحد.
وأشارت فايننشال تايمز إلى أن قرارات البيت الأبيض لعبت دوراً محورياً في توسيع مكاسب العائلة، من خلال إسقاط أو تسوية ملفات قانونية بحق شركات مانحة لحملته الانتخابية مثل Coinbase وRipple Labs وConsensys، فضلاً عن إصدار أوامر تنفيذية سمحت للمواطنين بالاستثمار في العملات المشفّرة من أموال التقاعد.
شبكة المقربين تشارك في المكاسب
تشير تقارير فوربس وفايننشال تايمز إلى أنّ شركة DT Marks Defi LLC التابعة للعائلة كانت القناة الأساسية لتحويل الأرباح، إذ تدفّق إليها ما يقارب مليار دولار في عام 2025 وحده.
ويملك أبناء ترامب، دونالد جونيور، إيريك، وبارون، حصصاً رئيسية فيها. كما شارك زاك ويتكوف، نجل رجل الأعمال ستيف ويتكوف المقرّب من ترامب، في تأسيس منصة World Liberty Financial إلى جانب أبناء الرئيس.
وبحسب فايننشال تايمز، يمتلك ويتكوف وأبناؤه معاً 3.75 مليار من رموز WLFI بقيمة تقدَّر بـ 530 مليون دولار، كما يحصلون على 25% من عائدات المنصة.