صراعات
.
على شاشة تلفاز ٣٢ بوصة، داخل محله المختص بكهرباء السيارات، يشاهد الفلسطيني بلال النوباني الاحتجاجات داخل إسرائيل، ويمسك جهاز التحكم بيدين تلطختا بـ"الشحمة والسواد" ليرفع الصوت فالموضوع مثير للاهتمام بالنسبة له. انطلقت صباح الثلاثاء ١١ يوليو احتجاجات ومظاهرات عارمة في مدن إسرائيلية عديدة احتجاجا على خطة بنيامين نتنياهو إدخال تعديلات على قانون القضاء. ويرى محتجون أن حكومة نتنياهو بهذه التعديلات تبسط سيطرتها على القضاء وتقوض من صلاحيات المحكمة العليا.
انطلقت احتجاجات ومظاهرات عارمة في مدن إسرائيلية
نظر بلال إلى مشاهد المظاهرات الصباحية ومحاولة تفريقها من قبل الشرطة الإسرائيلية باستغراب شديد وتساءل: "الشرطة الإسرائيلية تفرق إسرائيليين؟ أليس من المفروض أن تفرقنا نحن الفلسطينيين؟" وبحسب قناة كان الإسرائيلية الناطقة بالعربية والتي توفر تغطية مباشرة للأحداث هناك، دفعت الشرطة الإسرائيلية بوحدة الخيالة وقوات حرس الحدود لقمع الاحتجاجات قبالة المحكمة العليا، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية منذ بدء الاحتجاجات ٤٢ إسرائيلياً خلال المظاهرات كلهم من الديانة اليهودية، أي لم يشارك عرب الـ ٤٨ كما يطلق عليهم الفلسطينيون وهم الفلسطينيون الذين ظلوا تحت حكم إسرائيل، لم يشاركوا في المظاهرات.
وكان البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) قد صادق يوم الإثنين بالقراءة الأولى على مشروع القانون الجديد ضمن تعديلات قضائية مقترحة دفع بها نتنياهو. وقبيل جلسة الكنيست اقتحم متظاهرون المبنى محاولين منع دخول النواب للمشاركة في التصويت على خطة "إصلاح القضاء" المثيرة للجدل. وقال بلال أثناء حديثه لبلينكس: "أنا مش محلل سياسي، بس واضح إنه كل حروب إسرائيل مع غزة وجنين بهدف كسب تعاطف المجتمع الإسرائيلي مع الحكومة".
تشهد إسرائيل احتجاجات منذ شهور
في ساعات الظهيرة وأثناء عودة إبراهيم أبو الهيجا من عمله في تل أبيب إلى الضفة الغربية، دفعت السلطات الإسرائيلية بتعزيزات كبيرة من قوات الشرطة إلى مطار بن غوريون لمنع المحتجين من إغلاقه. ووصف إبراهيم ذلك لبلينكس قائلاً: "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين". ويعمل إبراهيم في تل أبيب منذ ٧ سنوات في مهنة البناء ويتقاضى ٣٠٠ شيكل يومياً (٨٥ دولار أميركي)، وفي سؤاله عن مدى تخوفه من أن يخسر عمله نتيجة الاحتجاجات داخل إسرائيل، أوضح إبراهيم أنه لا يهتم لذلك وقال: "سكرت إسرائيل أو فتحت مش مهم، الرازق الله ".
وتشهد إسرائيل احتجاجات منذ شهور على الإصلاحات القضائية. وتخمد هذه الاحتجاجات أو تطفو على السطح حسب الوضع الأمني في غزة والضفة خصوصاً جنين حسبما يرى محللون، ويُرجِع محللون فلسطينيون "العدوان الإسرائيلي على غزة وجنين" خلال الشهور والأيام الماضية إلى "رغبة الحكومة الإسرائيلية بتمرير قانون الإصلاح القضائي من خلال واجهة حربية اسمها "غزة وجنين".
وبحسب تقرير الشرطة الإسرائيلية فإن المتظاهرين أغلقوا الشوارع في ٢٠٠ موقع مختلف داخل إسرائيل أغلبها في القدس وتل أبيب. وتركزت أماكن التظاهر في مطار بن غوريون، وعند مفرق كابلان في تل أبيب، وأمام المحكمة العليا وبيت الرئيس الإسرائيلي في القدس، وأمام السفارة الأميركية في تل أبيب.
يرى إبراهيم الذي تخرج من جامعة النجاح الوطنية في نابلس بتخصص العلوم السياسية لكن وبسبب شح الوظائف امتهن البناء وعمل به في تل أبيب أن الشعب الفلسطيني "يهول موضوع الاحتجاجات كثيراً" ويعتقد أن ذلك "لا يشكل خطراً وجودياً على إسرائيل حسبما يقول بعض الفلسطينيين". على حد تعبيره، الاحتجاجات هذه هي صراع اليسار واليمين وربما تنتهي قريباً في تسوية داخلية تتم في أروقة الكنيست.
الاحتجاجات هذه هي صراع اليسار واليمين
تمت المصادقة على نص التعديلات القضائية في قراءة أولى في جلسة الاثنين في الكنيست، ونال النص ثقة 64 من أعضاء الكنيست، وهو عدد نواب الائتلاف الحكومي. على الجهة المقابلة، صوت نواب المعارضة وعددهم 56 ضد النص الذي يرمي إلى سيطرة الحكومة على القضاء من خلال التعديلات التي يريدها نتنياهو على حد تعبيرهم.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة