صراعات
.
على هاتفه الشخصي يحتفظ أولكسندر بقائمة خاصة للغاية، ليست قائمة مشتروات أو مهام عليه أن ينهيها خلال الأسبوع، وإنما قائمة بأسلحة ومعدات تابعة الجيش الروسي تمّكن من تدميرها منفردا أثناء عمله كـ"قائد للطائرات المسيرة".
الشاب الأوكراني ليس بالعسكري، أو المقاتل المحترف كما أنه لم ينضم للجيش الأوكراني، بل قرر تنفيذ مهامه بمعزل عن الإجراءات النظامية، فقط إصبعين على جهاز تحكم طائرة دون طيار ثمنها ٤٠٠ دولار أميركي، ويبدأ الشاب رحلاته العسكرية وهو جالس على كنبة منزله.
أولكسندر ليس الشخصية "غير الرسمية" الوحيدة في خضم حرب المسيرات، ما بين متطوعين بالوقت والجهد، خلفياتهم التقنية فقط: الألعاب الإلكترونية.
قبل اندلاع القتال كان أولكسندر موظفا في قسم تكنولوجيا المعلومات في إحدى الشركات قبل أن يتحول لـ"القتال عن بعد" في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أنه يشرح بعضا من ملامح تجربته لصحيفة الغارديان البريطانية فيقول إن التجربة أشبه بألعاب الكمبيوتر، معربا عن اعتقاده أن "الدرونز" هي الوسيلة الوحيدة التي قد تمكّن بلاده من الانتصار.
لكي يتمكن الشاب الأوكراني من تنفيذ هجماته واستيراد الطائرات بدون طيار وتجميع قطعها في أوكرانيا، عادة ما يعتمد على التبرعات، إلا أن الأجواء النظامية في الجيش لا تثير اهتمامه، يفضل الشاب أن يقوم بمهامه بشكل مستقل، يقول للصحيفة البريطانية "إذ انضممت للجيش قد أعمل مع قائد أحمق، لا يعرف كيف يدير هجوما ناجحا".
الخيوط الفاصلة بين الهواة والمقاتلين على الأراضي الأوكرانية تقترب أيضا في مواضع أخرى، إذ يُعتقد أن السلطات في أوكرانيا تستقطب إليها مؤثري السوشيال ميديا، influencers، حول العالم كي يساهموا في جمع التمويل اللازم لبعض المعدات العسكرية كالمسيّرات.
يستخدم المقاتلون الهواه مسيرات يبلغ سعرها ٤٠٠ دولار أميركي. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)
لاتشينكوف قرر الاشتراك في الحرب على طريقته الخاصة، باعتباره مؤثرا على السوشيال ميديا، يتابعه أكثر من نصف مليون حساب على تطبيق إنستجرام، يشارك متابعيه في بعض الأحيان أخبار وتفاصيل جبهة القتال الشرقية، ويروج لقضية بلاده كشخصية عامة في محافل دولية من بينها البرلمان الأوروبي الذي دعاه لزيارته.
إلا أن الشاب الأوكراني يتعاون مع جهاز المخابرات العسكرية في بلاده لجمع التمويل اللازم لإنتاج أنماط محددة من المسيّرات الانتحارية دون طيار طويلة المدى. عبر حسابه على إنستجرام تمّكن لاتشينكوف من جمع مبلغ يصل إلى نصف مليون دولار أميركي لبناء ما أسماه "طائرة انتحارية أوكرانية مسيّرة".
منذ مايو الماضي، بدأت الطائرات المسيرة تنقل للعاصمة الروسية موسكو بعضا من ملامح الحرب التي اندلعت في فبراير من العام الماضي، إلا أن السلطات الأوكرانية لا تعترف بالمسؤولية المباشرة عن تلك الهجمات التي تثير شيئا من الجدل في الأوساط الغربية، خاصة في الولايات المتحدة، حيث أشار البيت الأبيض منذ ذلك الحين إلى رفضه تنفيذ هجمات داخل الأراضي الروسية، حسب وكالة رويترز.
شعرت موسكو بأصداء القتال في مايو الماضي. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)
تتمكن المسيرات من اختراق الأراضي الروسية على مسافة حوالي ٤٥٠ كيلومتر وصولا للعاصمة موسكو، ومؤخرا باتت بعض الشخصيات الأوكرانية تتفاخر بقدرة بعض تلك المسيرات ومداها الطويل، مثل وزير التحول الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف الذي قال إن الطائرة المسيّرة الأوكرانية R18 قادرة على الطيران من كييف إلى موسكو والعودة مجددا حسب هيئة الإذاعة البريطانية.
في الوقت ذاته يشير تقرير لموقع CNN إلى أن السلطات الأوكرانية أصبحت أكثر انفتاحا على تبني هذه الهجمات بشكل علني، على نحو يُشبه الاعتراف الضمني بتنفيذها، إلا أن الأسلحة المستخدمة بالتحديد في تلك الهجمات فضلا عن المواقع المستهدفة بالضربات ما تزال غامضة لحد بعيد، في ضوء تكتم روسيا وأوكرانيا على تفاصيل كثير من تلك الهجمات.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة