لماذا نشرت إسرائيل فيديو "مجزرة المعمداني" ثم حذفته؟

قصف المستشفى بصاروخ وقع في الساعة الـ7 إلا دقيقة واحدة مساء الثلاثاء، وبعد نحو 5 ساعات ظهر الفيديو الذي زعمت فيه الحكومة الإسرائيلية أنه يمنحها البراءة.

البداية جاءت من الصفحة الرسمية لدولة إسرائيل بعد نحو 5 ساعات من المجزرة، تقول إن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة على إسرائيل تسبب سقوطها على المستشفى فيما حدث، وأن مصادرها الاستخباراتية أكدت أن المسؤول عن الإطلاق الفاشل هو تنظيم الجهاد.

الصفحات الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا على موقع "إكس" تناقلت الراوية مصطحبة إياها بمقطع فيديو يظهر تسجيلا لعملية إطلاق صواريخ بالفعل من قطاع غزة لكن "الساعة" أعلى الشاشة تُظهر توقيتا مختلفا عن توقيت تدمير المستشفى.

لم يمض وقت طويل، حتى حذف الحساب الرسمي لدولة إسرائيل الفيديو، الذي ربما يدحض الرواية الإسرائيلية في وسائل الإعلام، واكتفى بالتعليق المصاحب.

الفيديو المحذوف، والذي تحتفظ بلينكس بنسخة منه، يظهر إطلاق الصواريخ في الساعة الثامنة مساء، فيما كان القصف الذي حل بالمستشفى في السابعة إلا دقيقة واحدة مساء، أي قبل ساعة من الفيديو الذي تداولته الصفحات الإسرائيلية الرسمية وتلك التابعة للمسؤولين الإسرائيليين.

الأمر كشفه أريك تولر الصحافي في نيويورك تايمز والمتخصص في مجال التحقيقات البصرية.

كتب الصحافي على "إكس": "كانت الإشارات العلنية الأولى لقصف المستشفى حوالي الساعة 7:20 مساء بالتوقيت المحلي. فيما يُظهر هذا البث المباشر انفجارا وقع حوالي الساعة 8 مساء بالتوقيت المحلي".

تظهر التغريدات التي نشرها المسؤولون الإسرائيليون والصفحات الرسمية لها ليس فقط استخدام صيغة واحدة لرواية إطلاق حركة الجهاد الإسلامي لصاروخ فاشل تسبب في سقوط مئات القتلى.

لكن ثمة شيئا آخر تتشارك فيه هذه التغريدات، وهي التعديلات المتمثلة في حذف الفيديو، فقد ظهرت تغريدة صفحة إسرائيل الرسمية الناطقة بالإنجليزية وقد بدت علامة التعديل إلى جانبها.

وكذلك صفحة السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة ميشيل هيرتسوغ التي تشاركت التعديل الذي يظهر في تاريخه أنه يرتبط بالفيديو الذي دحضه صحافي نيويورك تايمز.