مصاهرة الأتراك.. معاناة سوريين مع "عقدة الكملك"

عبد الحميد محمد سوري من ريف مدينة الرقة، تزوج من فتاة تركية قبل 7 سنوات ولديه الآن طفلين. يقول لـ"بلينكس" إنه لم يحصل على الجنسية لأن القانون لا يسمح بذلك، لامتلاكه الحماية المؤقتة (الكملك).

يضيف محمد أنه حاول بكل الطرق الحصول على الجنسية دون أي نتيجة، رغم أنه قدّم كل الإثباتات التي تطلبها السلطات التركية.

غياب الإقامة العائلية للسوريين المتزوجين من تركيات لا حل له، إلا بخروج صاحب "الحماية المؤقتة" خارج تركيا، ومن ثم العودة إليها بتأشيرة سياحية تحوّل لاحقاً إلى إقامة عائلية.

وهذه المعادلة يعتبرها عبد الحميد محمد "كارثية"، كونها تستدعي تسليم "الكملك" وإصدار حرمان بحقه يتراوح بين سنتين إلى خمس سنوات.

وبالتالي حتى الحصول على تأشيرة سياحية سيصبح مستحيلاً، كون الشخص يوجد بحقه حرمان من دخول تركيا.

ويوضح محمد أن الإقدام على مثل هذه الحلول يعتبر "انتحاراً للعائلة".

ويوافقه في ذلك محمد طارق عيد، وهو سوري متزوج من فتاة تركية، معتبراً أن "الحل المذكور تعجيزي".

ولا يمكن للعائلة الواحدة أن تنقسم إلى بلدين فقط لوجود قرار الحرمان.

ويضيف عيد "لا يمكنني القبول بهذا الواقع؟. كيف لي أن أغادر تركيا خمس سنوات وأترك طفلي وزوجتي هنا، ومن ثم علي العودة وانتظار 3 سنوات أخرى للحصول على الجنسية".

السوريون أصحاب "الحماية المؤقتة" ورغم أنهم متزوجون من تركيات لا تختلف مزاياهم عن باقي أقرانهم في البلاد.

إذ يضطرون إلى عدم تقييد النفوس في أماكن حددتها الدولة "مغلقة"، كما أنهم يضطرون إلى تسجيل أملاكهم بأسماء زوجاتهم أو أقاربهم المجنسين، للتخلص من تبعات الأمور القانونية في تركيا.

ويشير عبد الحميد محمد إلى أنه ما زال يستخرج إذن سفر لزيارة أقاربه في هاتاي على الرغم من أن زوجته تركية.

ويشترط القانون التركي على حاملي بطاقة "الحماية"، ومنهم عبد الحميد، الحصول على موافقة من دائرة الهجرة خلال انتقاله بين الولايات التركية.

من جانبه، يعتبر عيد هذا الأمر مزعجاً وقاسٍ ولا يمكن الاستمرار به، مشيراً إلى أنه بات يفكر ملياً بالهجرة إلى أوروبا، وبدء حياة جديدة بمستقبل معروف.

غياب فرص الحصول على الجنسية في تركيا، دفع بالعديد من السوريين حاملي بطاقة الحماية المؤقتة إلى الهجرة إلى أوروبا، خاصة وأن القانون التركي واضح حيال ملفات التجنيس.

ويقول طارق عيد، إنه غادر إلى أوروبا منتصف العام الحالي بعد انتظار لسنة ونصف.

ويشير عيد إلى أن قراره بالهجرة كان لغياب أي أمل في تركيا، مؤكداً أنه أبقى زوجته التركية في إسطنبول، وينتظر إجراءات لم الشمل لاستقدامها إليه في برلين.

ويعتبر عيد أن الحل الذي أقدم عليه يحافظ من خلاله على عائلته وأسرته، وأنه بعد سنوات قليلة سيحصل على الجنسية الألمانية، بدلاً من انتظار مصير مجهول في تركيا.