صراعات
.
تحولت الوظيفة الرسمية في الدوائر الحكومية بسوريا خلال السنوات الثلاث الماضية من "حلم يتمناه الكثيرون" إلى "عبء" تُدفع الأموال للتخلص منه.
ويرتبط ذلك بسلسلة اعتبارات، لا تخرج في غالبيتها عن تداعيات فرضتها أوضاع البلاد المعيشية والاقتصادية.
قبل 25 عاماً حظي السوري عبد الهادي صباح بوظيفة وبراتب شهري "يكفيه ويزيد" في مديرية الزراعة بمحافظة دمشق، حتى أنه كان يحسب نفسه في تلك الفترة ضمن "طبقة المرتاحين مادياً".
"اشتريت سيارة ومنزلا بناء على الراتب الذي كنت أتقاضاه وبالتقسيط، لكن الآن كل شيء تغيّر.. ذات المبلغ وبعد الإضافات والحوافز يكاد لا يشتري لي الخبر في الوقت الحالي"، كما يقول لبلينكس.
الحالة التي وصل إليها دفعت صباح إلى الاستقالة قبل شهرين، ويضيف "مصروف الوصول إلى عملي في المديرية أصبح أكبر من راتبي الشهري الذي أتقاضاه. لم يكن أمامي أي خيار سوى ترك العمل للبحث عن مصدر رزق آخر".
يكشف تقرير صدر مؤخراً عن اتحاد العمال في سوريا ازدياد أعداد المستقيلين ومقدمي طلبات الاستقالة ضمن القطاع العام، وذلك خلال النصف الأول من العام 2023، وبحسب ما نقلته صحيفة "تشرين" الحكومية.
ولم تقتصر الاستقالات على قطاع حكومي دون غيره، بل شملت قطاع التعليم، والصحة، والزراعة، وغيرها.
فهل الحرب والأزمة الاقتصادية وحدهما المسؤولان؟ وما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية للحد من المشهد الذي يصل إلى حد شلّ القطاع العام؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة