الغسيل الكلوي والحرب.. "نسيم" لا يدري من أين يأتيه الألم

اصطحب أحد الجيران نسيم إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، الأحد، بعد أن انفصل الفتى عن ذويه في غمرة اشتداد القصف الإسرائيلي على غزة.

وقال نسيم، في حين كان متصلا بجهاز غسيل الكلى، إنه يخشى أن يباغته الموت قبل أن يرى أسرته وأقاربه، وأضاف أنه لم يلتق والدته منذ أسابيع.

وعبر عن رغبته في أن تنتهي الحرب حتى يتمكن من العودة إلى منزله وحياته الطبيعية.

قال الجار عادل هنية، إنه رأى نسيم بينما كان متوجها إلى جنوب غزة مع أطفاله، ووافق على تولي رعايته. وأضاف أن والد نسيم اعتقل عند نقطة تفتيش للجيش الإسرائيلي.

وأوضح هنية أن حالة نسيم صعبة ويحتاج إلى طعام خاص، وتابع أنهم ينامون في المسجد ويذهبون إلى المستشفى بعربات تجرها الحمير. وتحدث عن وقوفهم في الطابور لساعات حتى يأتي دور الفتى في غسيل الكلى.

ويقول الهلال الأحمر الفلسطيني، إن القصف الإسرائيلي للطرق الرئيسية في غزة يعرقل بشدة سير سيارات الإسعاف ومركبات الطوارئ الأخرى.

قال أطباء في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، بالقرب من الحدود المصرية، إن نقص الوقود وعدم كفاية الإمدادات الطبية يجعلان ظروف العمل هناك شديدة الصعوبة.

وقال الطبيب إيهاب المعشر، المسؤول بقسم الكلى، إن المستشفى به 17 سريرا لغسيل الكلى تخدم عادة 120 مريضا، لكن الآن يضطر 350 مريضا لاستخدام هذه الأسرة، مضيفا أن التحميل على الأجهزة بكثرة الاستخدام يتسبب في تعطلها يوميا.

وأضاف الطبيب أنهم يفقدون مرضى كلى يوميا، داعيا الله أن ينتهي هذا الوضع وتتحسن الأحوال سريعا.