صراعات
.
تشهد المناطق الواقعة على ضفتي نهر الفرات بمحافظة دير الزور السورية مواجهات منذ صباح الأربعاء، مما أسفر عن وقوع قتلى بينهم مدنيون.
وتدور المواجهات بين قوات عشائرية من جهة و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى.
ورغم أنها ليست جديدة على المنطقة تعتبر "الأشرس" والأكثر انتشاراً على الأرض بحسب شهود عيان تحدثوا لبلينكس.
انطلقت الشرارة الأولى من الضفة الغربية لنهر الفرات، الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية وميليشيات مرتبطة بإيران.
ومن هناك أطلقت قوات عشائرية تحت راية ما يعرف بـ"جيش العشائر" هجوماً ضد مواقع "قسد" على الضفة الشرقية للنهر.
وبعد عبورهم بـ"عبّارات وقوارب صغيرة" سيطروا على عدة بلدات وقرى تخضع لسيطرة "قسد"، مما دفع الأخيرة لإرسال تعزيزات وخوض الاشتباكات.
ونشرت صفحات إخبارية على "فيس بوك" عدة تسجيلات مصورة توثق المقاتلين العشائريين أثناء إطلاقهم قذائف على عربات "قسد" الأميركية.
وأظهرت أخرى انتشار مقاتلين عشائريين على مداخل البلدات، وإعلانهم السيطرة عليها.
اتهمت "قسد" الحكومة السورية بالوقوف وراء المقاتلين الذين ينضوون ضمن "جيش العشائر"، وقالت في بيان إن رئيس جهاز المخابرات العامة حسام لوقا ضالع فيما جرى.
في المقابل لم تصدر الحكومة السورية أي بيان يؤكد مسؤوليتها عن المقاتلين العشائريين.
لكن وسائل إعلام في دمشق أيدت الهجوم، وقالت إن "المروحيات الأميركية" دخلت على الخط لصدّه.
تعود جذور ما يجري الآن إلى سبتمبر 2023، عندما خاضت قسد مواجهات مع شيخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل، ودفعته في النهاية إلى الفرار من معقله في ذيبان بدير الزور باتجاه مناطق الحكومة السورية.
ويقود الهفل الآن ما يعرف بـ"جيش العشائر".
وسبق أن شنت قواته العشائرية عدة هجمات، مما دفع "قسد" لإعلان حظر تجول في مناطق في دير الزور.
ذكرت وسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية أن "قسد" قطعت جميع الطرق الواصلة إلى "المربع الأمني" بمدينة الحسكة.
وقالت صحيفة "الوطن" إن "قسد" منعت أيضاً دخول وخروج الآليات والمركبات إلى "المربع"، كنوع من الضغط.
وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن المواجهات أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 5 آخرين بجروح.
وقال إن "قسد" فرضت حظر تجوال كلي في بلدات غرانيج والكشكية وأبوحمام بريف دير الزور الشرقي، تزامنا مع إطلاق حملة تمشيط واسعة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة