"إيران محاصرة".. طهران تطرق أبواب المكاسب لوقف الرد

تضارب في وجهات نظر المسؤولين الإيرانيين لاتخاذ قرار نهائي حول الود الإيراني على إسرائيل.. هذا ما أكده المحلل السياسي الإيراني محمد المذحجي لبلينكس، الثلاثاء.

فالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أراد توظيف العملية للحصول على امتيازات اقتصادية من الولايات المتحدة وإلغاء عقوبات على إيران مقابل عدم الرد على إسرائيل، بحسب ما يشرح المذحجي.

ويضيف "هناك جهات أخرى في البرلمان تقول إنه لا يجب ضرب إسرائيل مباشرة لأن إسرائيل سترد علينا في الأراضي الإيرانية وقد نشهد حربا مع إسرائيل وهذا لا يصب في مصلحة إيران".

شدد المذحجي أن جميع المؤشرات تؤكد أن مراكز صنع القرار في إيران لا ترغب في زج إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

ويقول المذحجي إن خطة الرئيس الإيراني لم تنجح بدليل أن إيران اشترطت، الثلاثاء، وقف إطلاق النار في غزة لمنع الرد على إسرائيل، فالخطة كانت "إلغاء الرد مقابل إلغاء العقوبات"، مشيرا إلى أن أميركا لم توافق على الطلب الإيراني.

ويكشف المذحجي أن هناك طاولة مفاوضات غير مباشرة بين إيران أميركا ينسج خيوطها وسطاء في هذا الخصوص.

واختتم بالقول "بعد أن فشلت إيران في تحقيق مكاسب في ملف العقوبات لصلح اقتصادها، الآن تريد أن تحقق مكاسب في السياسة الخارجية لتوظفها مع حلفائها لاستعادة معنويات من يناصر إيران بعد اغتيال قادة محورها".

قال 3 من كبار المسؤولين الإيرانيين إن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يرجئ رد إيران على الفور على إسرائيل بسبب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أراضيها هو التوصل في المحادثات المأمولة هذا الأسبوع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير في إيران، إن بلاده وحلفاء لها مثل حزب الله، سيشنون هجوما على الفور إذا فشلت محادثات غزة أو إذا شعرت بأن إسرائيل تماطل في المفاوضات، وفق رويترز.

ولم تذكر المصادر المهلة التي ستسمح بها إيران من أجل إحراز تقدم في المحادثات قبل أن ترد.

وقالت المصادر، بشرط عدم الكشف عن هويتها نظرا لحساسية الأمر، إنه مع تزايد خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بعد مقتل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شُكر، انخرطت إيران في حوار مكثف مع الدول الغربية والولايات المتحدة خلال الأيام الماضية حول سبل الرد على إسرائيل وحجمه.

كما تحدثت 3 مصادر حكومية في المنطقة عن إجراء محادثات مع طهران لتجنب التصعيد قبيل محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتي من المقرر أن تبدأ الخميس في مصر أو قطر.

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، الجمعة، في بيان "نأمل أن يكون ردنا في الوقت المناسب وأن يتم بطريقة لا تضر بأي وقف محتمل لإطلاق النار". وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، إن الدعوات الموجهة إلى طهران لضبط النفس فيما يتعلق بالرد على إسرائيل "تفتقر للمنطق السياسي وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي".

يعبر مائير ليتفاك الباحث في مركز الدراسات الإيرانية بجامعة تل أبيب عن اعتقاده بأن إيران ستضع احتياجاتها قبل مساعدة حليفتها حماس وإنها تريد أيضا تجنب حرب شاملة، حسب رويترز.

ويقول "لم يضع الإيرانيون أبدا استراتيجيتهم وسياساتهم رهن احتياجات حلفائهم. الهجوم محتمل ولا مفر منه تقريبا، لكنني لا أعرف نطاقه أو توقيته".

وأشار المحلل الإيراني سعید لیلاز إلى أن زعماء طهران حريصون الآن على السعي نحو وقف إطلاق النار في غزة "للحصول على مكاسب (سياسية) وتجنب اندلاع حرب شاملة وتعزيز مكانة إيران في المنطقة".

وأضاف أنه لم يسبق لإيران وأن شاركت في عملية السلام في غزة لكنها مستعدة في الوقت الراهن لتنهض "بدور محوري".

وقال مصدران إن إيران تدرس إرسال ممثل عنها إلى محادثات وقف إطلاق النار في ما ستكون المرة الأولى منذ بدء الحرب.

ولن يحضر الممثل الاجتماعات بشكل مباشر لكنه سيشارك في المحادثات التي تُجرى خلف الكواليس "للحفاظ على قناة تواصل دبلوماسية" مع الولايات المتحدة في أثناء استمرار عملية المفاوضات.

وقال أحد المصادر إن وقف إطلاق النار في غزة سيوفر لإيران ذريعة للاكتفاء برد فعل "رمزي" أو محدود.

في الاجتماعات الأخيرة، وفقا لمصدر لبناني مقرب من حزب الله، أعربت إيران عن قلقها من احتمال قيام إسرائيل والولايات المتحدة بضرب برنامجها النووي، باستخدام صراع واسع النطاق كذريعة "لتحييد الردع النووي الإيراني بشكل أساسي"، بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست.

ونقلت عن أحد أعضاء البرلمان العراقي مقرب من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في البلاد قوله "لقد قيل لنا (من قبل إيران) أن الرد سيكون محدودا"، لأن طهران "لا ترغب في توسيع نطاق الحرب".

وصرح المستشار الإعلامي لحملة الرئيس الإيراني المنتخب حديثا مسعود بيزشكيان، علي أصغر شافييان، أنه من غير المرجح أن يكون انتقام طهران تكرارا للهجوم الذي استمر لساعات في أبريل. وقال لصحيفة واشنطن بوست إن مقتل هنية "كان مهمة تعتمد على الاستخبارات"، و"رد إيران سيكون بطبيعة مماثلة وعلى مستوى مماثل".