قصة وقوع بوتين في فخ كورسك

يُرجع الباحث السياسي الروسي، ديمتري بريجع، أزمة الجيش الروسي الرئيسية إلى التنظيم، وهو ما انعكس في بعض الأزمات السابقة، مذكرا في حديثه لبلينكس، بمجموعة فاغنر تحت قيادة يفغيني بريغوجين، إذ كانت أحيانا أقوى من جيش روسيا في بعض المعارك، استراتيجيا وتكتيكيا.

وانعكس ذلك أيضا في معارك باخموت وخاركيف، وحتى كورسك الدفاعات فيها ضعيفة، بينما تعاني الحدود من ثغرات.

وتابع: "هناك انسحابات في كورسك، يتحدث عنها الإعلام الروسي، ما يدل على أن التقدم الأوكراني مستمر".

في سياق متصل، يشير الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية، أحمد عادل، في حديث لبلينكس، إلى أن ما حدث في كورسك نتيجة لقصور في عدة نقاط هي:

1. جمع المعلومات عن القوات الأوكرانية عند الحدود مع كورسك، إذ لم تستطع الاستخبارات الروسية التنبؤ باقتراب هجوم.
2. تجهيزات الخط الدفاعي الروسي على هذا المحور، إذ اعتمدت موسكو على خط دفاعي هندسي، مثل الأنفاق والألغام، واستطاعت أوكرانيا اختراقه واستغلال ثغرات فيه.
3. عدم وجود قوات احتياطية كافية مجهزة للدفاع، حال تم اختراق خط الدفاع الهندسي.

يرى بريجع أن استعمال النووي التكتيكي يمكن أن يقنع أوكرانيا بعدم التقدم، لكن لن يغير موازين القوى، لأن الطرف الأوكراني مستعد للدفاع في هذا الجزء أيضا.

ويشير بريجع إلى أن عواقب استخدام السلاح النووي أيضا ستمتد إلى أوروبا حال استخدامه، إذ ستستهدف روسيا الأنفاق التي يتم إرسال الأسلحة من خلالها لأوكرانيا.

وفي هذا الصدد، يشير عادل إلى صعوبة استخدام موسكو للسلاح النووي التكتيكي لانتفاء أسباب ذلك، إذ لا يوجد تهديد نووي من جانب كييف أو زحف من أوكرانيا تجاه العاصمة الروسية، إضافة إلى أن الخطوط الدفاعية الروسية على الجبهات الأخرى لا تزال ثابتة.

في جانب آخر، كانت روسيا وأوكرانيا تستعدان للجلوس على مائدة المفاوضات غير المباشرة، ليس لوقف تام لإطلاق النار، لكن من أجل اتفاق تاريخي بوقف الضربات على البنية الأساسية للطاقة والكهرباء على الجانبين، ما يمهد لهدنة، بحسب ما كشف مسؤولون لواشنطن بوست.

لكن الحدث، الذي كانت ستستضيفه الدوحة، لم يبدأ بسبب التوغل المفاجئ لأوكرانيا في منطقة كورسك.

وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات إن المسؤولين الروس أرجأوا اجتماعهم مع المسؤولين القطريين، بعد توغل كييف في كورسك، فيما وصفه وفد موسكو أنه تصعيد، مضيفا أن أوكرانيا لم تبلغ الدوحة بهجومها عبر الحدود.

رغم ذلك، فقد طلبت روسيا بعض الوقت.

من جانبه، قال المكتب الرئاسي الأوكراني للصحيفة، في بيان، إن القمة في الدوحة تأجلت "بسبب الوضع في الشرق الأوسط"، لكنها ستعقد بتنسيق مؤتمر بالفيديو في 22 أغسطس، وبعد ذلك ستتشاور كييف مع شركائها حول تنفيذ ما نوقِش.