كتيبة إسبانيا في اليونيفيل.. قليل من الترفيه كثير من القلق

يشير الجندي الإسباني، ألفارو غونزاليس غافالدا، في حديثه لفرانس برس إلى صعوبة الوضع في جنوب لبنان، قائلا: "في بعض الأحيان نضطر إلى الاحتماء بسبب القصف في ملاجئ تحت الأرض".

وفقا للبروتوكول المتبع فإن على الجنود العودة إلى القاعدة أو البحث عن مأوى حال تعرض موقعهم أو مركباتهم لإطلاق النار وفقا للمتحدثة الرسمية باسم اليونيفيل، كانديس أدريال، التي أشارت في حديثها لبلينكس إلى تأثير الوضع المتدهور على الحدود على أنشطة اليونفيل اليومية.

لكن رغم هذه التحديات، تظل قوات اليونيفيل ملتزمة بمهمتها وفقا للقرار 1701، الذي يهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، ومن شأنه حل الصراع اللبناني الإسرائيلي وذلك بعد انتهاء حرب يوليو من العام 2006.

وفي هذا الصدد، يقول المقدم في الكتيبة الإسبانية، خوسيه إيريساري، في حديثه لفرانس برس "مهمتنا في لبنان، وفقا لقرار الأمم المتحدة 1701، هي مساعدة الحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية على السيطرة على المنطقة الواقعة جنوب الليطاني".

هذا القرار الدولي أرسى وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله وعزز انتشار قوة يونيفيل في جنوب لبنان، مما ساعد الجيش اللبناني على الانتشار لأول مرة منذ عقود على الحدود الجنوبية.

في ظل الظروف المتقلبة، يبرز التخطيط للطوارئ كعنصر أساسي لضمان استجابة فعالة لأي طارئ، فمنذ 8 أكتوبر، وقعت العشرات من الحوادث التي تعرضت فيها مواقع ومركبات اليونيفيل لإطلاق النار، وفقا لأدريال، وهذا يشمل بعض الحالات التي أصيب فيها أفراد حفظ السلام، "ولحسن الحظ لم تكن خطيرة".

لذلك، أوضحت أدريال أن اليونيفيل، كغيرها من بعثات حفظ السلام الأخرى، تمتلك خطط طوارئ جاهزة لمواجهة سيناريوهات مختلفة، قائلة: "نحن مستعدون لتفعيل هذه الخطط فور تدهور الوضع، بالتنسيق الوثيق مع مقر الأمم المتحدة في نيويورك".

ومع زيادة حدة التوتر بين حزب الله وإسرائيل وتهديد الأخيرة بشن حرب شاملة على لبنان، شددت أدريال: "نأمل أن نتمكن من تجنب الوصول إلى هذه المرحلة، ونعمل جاهدين للحد من التوترات والمساهمة في العودة إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701".

قوة اليونيفيل موجودة في لبنان منذ العام 1978، وتضم نحو 10 آلاف جندي وتنتشر في جنوب لبنان للفصل بين إسرائيل ولبنان.

وينتهي تفويض اليونيفيل نهاية أغسطس، ويطالب لبنان مجلس الأمن بتمديد ولايتها من دون أي تعديل في مهامها، بعدما كانت النقاشات في العامين الأخيرين تمحورت حول حرية تنقل الجنود الدوليين في جنوب لبنان، ما أثار غضب حزب الله.

التصعيد الحالي، الذي بدأ في الـ8 أكتوبر بعد اندلاع الحرب في غزة، زاد من أهمية وجود قوة يونيفيل، إذ قال رئيس بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، جان بيار لاكروا، إن وجود اليونيفيل "أكثر أهمية من أي وقت مضى".

واستطرد قائلا: "إنها قناة الاتصال الوحيدة بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني، بما في ذلك حزب الله، مما يساعد في تجنب سوء الفهم والتصعيد غير المرغوب فيه".

تضم الكتيبة الإسبانية قرابة 650 جنديا يتوزعون على مواقع عدة في جنوب لبنان.

وعلى غرار جنود من بعثات أخرى في القوة الدولية، لا تقتصر مهماتهم على الجانب العسكري فحسب، إذ يقدمون الدعم والمساعدة للمجتمعات المحلية، وفق ما يوضح ايريساري.

ويشير تحديدا إلى دعم يقدمه "فريقنا من الأخصائيين النفسيين لمدرسة مخصّصة لذوي الاحتياجات الخاصة"، كان فريق فرانس برس يعتزم زيارتها، إلا أنه جرى إلغاؤها بعد رفع مستوى الإنذار جراء تبادل القصف.

وتقدم قوات يونيفيل منذ عقود دعما للمجتمعات المحلية يشمل خدمات طبية وتربوية وتنموية. ويعمل العديد من السكان المحليين لديها كموظفين ومترجمين وحتى مزودي خدمات.

أما داخل القاعدة التي يتوسّطها تمثال للعذراء، لدى الجنود الإسبان الذين تبنوا كلبين هامش تسلية ضئيل.

ويقول غالفادو "عندما نحظى بوقت فراغ، نرتاد صالة الألعاب الرياضية (..) وأحيانا نشاهد الأفلام".

ويقرّ الجندي الذي وصل إلى جنوب لبنان في مايو الفائت "نشتاق الى عائلاتنا، لكن الانترنت ما زال متوفرا ونتواصل معهم كل يوم تقريبا".

ويضيف "يراسلوننا أحيانا لسؤالنا عما إذا كنا نشعر بالتصعيد المتزايد بين البلدين، نطمئنهم أننا بأمان هنا ونضطلع بواجباتنا على أكمل وجه".