الفرصة الأخيرة.. هل ماتت صفقة الأسرى "إكلينيكيا"؟

مطلع سبتمبر 2024، كانت التقارير الإعلامية تشير إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يدرس تقديم اقتراح نهائي لإسرائيل وحماس، للإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، في وقت لاحق من الأسبوع نفسه، بحسب مصدريْن مطلعين تحدَّثا لموقع أكسيوس، فيما وصف بأنه "الفرصة الأخيرة"، التي حال عدم قبولها ستمثّل نهاية المفاوضات، وفقا لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية، تحدّث لصحيفة واشنطن بوست، بشرط عدم الكشف عن هويته.

بعد أيام قليلة، ووسط تعقيدات تتعلّق بالأسرى، كشفت الصحيفة ذاتها، نقلا عن مسؤولين أميركيين، تأجيل المقترح إلى "أجل غير مسمّى"، ما يبدد آمال الرئيس الأميركي جو بايدن، المتمثّلة في وقف الحرب في غزة، مؤقتا على الأقل، قبل مغادرته منصبه.

أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل وحماس عرقلتا المحادثات بمطالب جديدة، أرجعت المفاوضين إلى الوراء، أسابيع أو أشهر، وأن الجانبين اتفقا في وقت سابق مبدئيا، على أنه في مرحلة معينة ستفرج إسرائيل عن مسلحين فلسطينيين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة، مقابل إطلاق حماس سراح جنود إسرائيليين.

لكن هذا الأسبوع، طلبت حماس أن يكون تبادل الأسرى المدنيين لديها بهؤلاء السجناء القدامى، وهو المقترح الذي وصفه المسؤول الأميركي لواشنطن بوست، بأنه "حبة السم".

السؤال الأهم الذي لم تجِب عنه حماس، بحسب المصدر، هو عدد الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن بعض الأسرى الأميركيين الـ7 المتبقين في غزة، ما زالوا على قيد الحياة، ويمكن إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة مكوَّنة من 3 أجزاء، وفقا للمسؤول الكبير، إلى جانب "عدد كبير" من الرهائن الأحياء.

تثور الشكوك داخل البيت الأبيض حول إمكانية الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة في غزة، قبل نهاية فترة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مطلع العام المقبل، لا سيما مع مواجهة الإدارة عقبات كبيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما قال مسؤولون لـCNN.

ومنذ إعلانه الانسحاب من السباق الرئاسي، المقرر في نوفمبر المقبل، وتسليم الراية لنائبته كامالا هاريس، أصبح بايدن "مهووسا" بهذه القضية خلال الآونة الأخيرة، بحسب وصف أحد كبار الديمقراطيين المقربين من البيت الأبيض للشبكة الأميركية.

ويلقي المسؤولون الأميركيون بالجزء الأكبر من اللائمة على حماس في تعثّر الصفقة، إذ قال مسؤول كبير للشبكة "ربما لا يريدون التوصل إلى اتفاق على الإطلاق".

الأمر ذاته، أشارت إليه هيئة البث الإسرائيلية التي قالت إن الإدارة الأميركية متشائمة بشأن مدى رغبة حماس في إتمام الاتفاق الخاص بإطلاق سراح الأسرى، فيما يشعر جميع الأطراف بأن فرص التوصل لاتفاق ضئيلة للغاية.

في الوقت نفسه، فإن ثمة استعدادات تجري حال فشل الصفقة، إذ أشار الجنرال سي كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، في تصريحات لصحيفة فاينانشيال تايمز، إلى أنه يفكّر في التوتر الذي سيحل بالمنطقة، حال توقفت المحادثات، والأمور التي يتعين علينا القيام بها للاستعداد لهذه الحالة.

وقال براون، في أثناء سفره إلى اجتماع مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا في ألمانيا، إنه يدرس كيف ستستجيب الجهات الفاعلة الإقليمية لفشل المحادثات، "وما إذا كانت ستزيد من أي نوعٍ من أنشطتها، الأمر الذي قد يؤدي إلى مسار سوء التقدير ويتسبب في.. اتساع الصراع".

وأضاف "أنا أركّز على كيفية عدم توسيع الصراع، لكن أيضا كيف نحمي قواتنا".

بعد تأكيده التمسّك بالبقاء في محور فيلادلفيا، الذي يعدّ نقطة خلاف كبرى في المفاوضات، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على فوكس نيوز، لينفي أي تقارير تفيد باقتراب اتفاق لوقف إطلاق النار.

تصريحات نتنياهو دفعت أحد المسؤولين المطلعين على المفاوضات بالقول لهيئة البث الإسرائيلية، إن المؤتمرات الصحافية التي عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا الأسبوع "دفنت الصفقة".

على الجانب الآخر، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن، رأى أن نتنياهو لا يبذل جهدا كافيا للتوصل إلى اتفاق.

وعندما سأله صحافيون في البيت الأبيض عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو يبذل جهدا كافيا بشأن هذه القضية، أجاب بايدن: "لا".

ويشير بعض المطلعين على المفاوضات لواشنطن بوست إلى أن بعض مستشاري بايدن أرادوا منه ممارسة المزيد من الضغوط على نتنياهو، الذي اتهمه المسؤولون الإسرائيليون أيضا بتخريب المفاوضات، لدرجة أن نقاشا داخل البيت الأبيض حول ما إذا كان ينبغي التحدث علانية عن نتنياهو، باعتباره عقبة رئيسية أمام الاتفاق، لكن هذا أصبح أقل احتمالية بعد العثور على 6 جثث من الأسرى، وفقا لعدة أشخاص مطّلعين على المناقشات.