3 أسباب تمنع إيران من توسيع الصراع مع إسرائيل

لدى إيران وكلاء في منطقة الشرق الأوسط يمثلون خط الدفاع وكذلك الهجوم الأول ضد إسرائيل، وعلى رأسهم جماعة حزب الله في جنوب لبنان التي دخلت في حرب شاملة مع تل أبيب.

تلقت جماعة حزب الله ضربات إسرائيلية قاسمة خلال التصعيد الحالي في لبنان، واغتيل أبرز قيادات الصف الأول لها، وعلى رأسهم حسن نصر الأمين العام للحزب، كما دُمرت الكثير من القدرات العسكرية والصاروخية للحزب.

في السابق كانت إيران تعتمد على الوكلاء لجعل إسرائيل لا تنام، لكن منذ قصف الطيران الحربي الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل ٢٠٢٤، بات الصراع مباشرا بين الطرفين، خاصة بعد الرد الإيراني بتوجيه ضربة صاروخية على الأراضي الإسرائيلية، وما أعقبها من ردود متبادلة من الطرفين.

وفي الوقت الحالي لن تستطيع إيران الاعتماد على حزب الله كثيرا نظرا لمعاناته التي جلبت لها اللوم من الحلفاء الآخرين، إذ اتُهمت طهران بأنها تركت وكيلها يُقاتل وحيدا في حرب شاملة دون تدخل.

وتُعاني جماعة الحوثيين كذلك من تلقي ضربات عسكرية تحد من قدرتها على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، ما يجعل أذرع إيران مكتوفة.

وبسبب الضعف العسكري والعددي والتقني لوكلاء إيران الآخرين في المنطقة الذين لا يمتلكون طائرات حربية وسلاح جوي يمكنه مواجهة القصف الإسرائيلي المدمر، لا يمكن لطهران أن تعتمد كثيرا عليهم في درجة متقدمة من التصعيد مع تل أبيب.

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" قد تسمع إيران للنصيحة الأميركية بإنهاء هذه الجولات من التصعيد المباشر عند هذا الحد، ليس لاقتناعها بالكامل بالفكرة، ولكن بسبب الظروف التي تمنعها من التصعيد بجولة جديدة.

تواجه إيران مشاكل اقتصادية هائلة، يجعلها تفكر أكثر من مرة قبل خوض حربا حقيقية ضد إسرائيل يسبقها المزيد من التصعيد، خاصة أن هذه الحرب لها كُلفة اقتصادية هائلة.

وتفرض الولايات المتحدة عقوبات ضخمة على إيران بسبب برنامجها النووي، ما جعلها تترنح اقتصاديا، وتحاول التعافي بالتقارب أكثر مع روسيا والصين والتعاون معهما.

وأجرت صحيفة "واشنطن بوست" لقاء في الشارع الإيراني بعد الضربة مع مهندس معماري يُدعى دانيال، يبلغ ٤٥ عاما، لمعرفة كيف يُفكر السكان هناك بعد الضربة الإسرائيلية.

دانيال قال إن الشعب الإيراني لا يهتم كثيرا بالحرب والتصعيد مع إسرائيل، لأن "الاقتصاد أهم" بالنسبة لهم، مضيفا: "لا أعتقد أن الناس هنا قلقون بشأن التصعيد، كل ما يشغلنا هنا أولا وأخيرا هو الاقتصاد".

وأشار المواطن الإيراني الذي لم يذكر اسمه كاملا خوفا من ملاحقة السلطات الأمنية في بلاده، إن الشعب الإيراني في أعقاب الضربة، يشكو من ارتفاع الأسعار وتردي الأحوال الاقتصادية أكثر مما يتحدث عن الرد على إسرائيل.

لا يُحارب النظام الإيراني إسرائيل فقط، سواء بشكل مباشر أو خفي، فهو يواجه معركة داخلية مع مُعارضة خطيرة في ظل نظام الحكم القاسي وسوء الأحوال الاقتصادية وانهيار العملة المحلية.

المعارضة التي تفتك بالداخل الإيراني كانت سببا لاختيار المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي انتخاب رئيس أكثر اعتدالا، ووضع مسعود بزشكيان في مقعد الرئيس بعد إبراهيم رنتيسي الذي عُرف بتشدده وصنع جبهات عدائية بالداخل ضد النظام.

وتنظر المُعارضة الإيرانية إلى التصعيد مع إسرائيل بمنظورين، الأول هو الخوف من أن تؤثر الضربات المتبادلة على تقوية النظام واعتبار أن الحرب هي الصوت الأعلى في البلاد، وبالتالي عدم سماع أصوات المُعارضة.

والمنظور الثاني هو أن يسخط الشعب بشكل أكبر على النظام، حيث تؤثر الحرب الشاملة بصورة كارثية أكبر على الاقتصاد، وكذلك على المستوى الإنساني، ما يجعل الحياة أسوأ بالنسبة للمدنيين.

وعلق الناشط السياسي والسجين السابق في طهران حسين يزدي على الموقف الراهن، في حديث لموقع "أتلانتيك" قائلا إن الحرب مع إسرائيل ستضع النظام الإيراني في موقف حرج.

وأشار يزدي إلى أن الشعب الإيراني أقل الشعوب التزاما بالدين في المنطقة، مضيفا: "هم علمانيون ويتعاطفون مع الغرب أكثر"، مقللا من اهتمامهم بخوض حربا على أساس ديني تهدف للقضاء على إسرائيل كما يتمنى النظام الإيراني.