صراعات‎

بعلبك.. مدينة الشمس "لم تعد كما نعرفها"

نشر

.

Heba Alhamarna

تسببت الغارات الإسرائيلية المستمرة على بعلبك منذ أواخر أكتوبر، في نزوح أكثر من 70% من سكان المدينة، مع تصاعد الاستهداف المباشر للأحياء السكنية والبنية التحتية، وتدمير للمواقع الأثرية المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو.

بعلبك "تحميها اليونسكو"

باتت المواقع الرومانية الشهيرة، بما في ذلك معبد جوبيتر الضخم، الذي كان وجهة رئيسية للحجاج منذ العهد الهيليني، عرضة للدمار في هذه الاعتداءات، ما يهدد أحد أهم الشواهد المعمارية في المنطقة التي تمزج بين الطابع الفينيقي والتراث الروماني.

والقلعة التي صنفتها منظمة اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي لم تسلم من الاستهداف، حيث تعرض جزء من السور الروماني للدمار عند أطراف ثكنة "غورو" التاريخية المحاذية للقلعة ولقبة "السعيدين".

صورة إرشيفية لقلعة بعلبك.

قلعة بعلبك. إكس

قلعة بعلبك. إكس

كما طالت الغارات الوسط التجاري على بُعد أقل من 300 متر من المعابد الرومانية، ونُفذت عدة غارات بالقرب من قبة دورس عند المدخل الجنوبي للمدينة، بالإضافة إلى الأضرار غير المباشرة الناتجة عن الدخان الأسود والانفجارات التي أثرت على الأحجار القديمة وتسبّبت في تصدعات في الهياكل الهشّة.

وتضم بعلبك مجموعة من معابد العمارة الإمبراطورية الرومانية، أبرزها:

  • معابد جوبيتر وباخوس وفينوس، التي تتسم بزخرفتها الفاخرة وحجمها الضخم.
  • موقع "حجر الحبلى" الشهير في حي الواد، والذي يحتوي على أكبر صخرة منحوتة في العالم.

ووجّه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، القاضي محمد وسام المرتضى، رسالة إلى المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي وضح فيها اعتراضه "بمحبة" على ورود عبارة All Parties، أي "جميع الأطراف"، على رد اليونسكو عن القصف الحالي في بعلبك.

وأضاف: "في موقفكم، التي يُستفادُ منها أنّكم، لا قدّر الله، تساوون بين الضحيّة والمجرم، مع أنّكم تعرفون كما يعرف العالم كلّه، أنّ إسرائيل، وتفلّتاً من المواثيق الدوليّة، ترفض الانضواء تحت لواء اليونسكو"، وفقا لما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام.

المستشفيات متأثرة أيضا

خرج مستشفى المرتضى، الذي يقع بالقرب من مواقع القصف، عن الخدمة عدة مرات بسبب تضرر منشآته وأجهزته من جراء الانفجارات. كما أصيب مستشفى دار الأمل الجامعي، ومستشفى بعلبك الحكومي في شمال المدينة، بأضرار مادية جسيمة.

مطاعم بعلبك المتضررة

من بين المؤسسات المتضررة، تعدّ المطاعم السياحية البارزة حول القلعة وضواحيها، مثل مطعم العجمي المطل على قلعة بعلبك، الذي استقطب على مر السنوات العديد من الفنانين والمشاهير العالميين، ومطعم ليالينا الذي يعدّ نقطة جذب شهيرة في رأس العين، أبرز المتضررين من القصف.

كما تضررت عدة مطاعم أخرى، مثل:

  • مقهى ومطعم مشاوي الرضا الذي تعرض للقصف المباشر.
  • مطعم قصر بعلبك.
  • مقهى صيدح.
  • النهر الخالد.
  • ديوان الحلاني.
  • سما بعلبك.
  • كازينو رأس العين.
  • أوتيل كنعان التاريخي.

مقهى ومطعم مشاوي الرضا. إكس

ولم تسلم كذلك المؤسسات التعليمية التي تقع في مناطق القصف، إذ تعرضت المدارس الأكاديمية والمعاهد الفنية والمهنية والفروع الجامعية لأضرار مادية جسيمة، ما أدى إلى تأخير بدء أعمال الصيانة فيها، خاصة تلك الموجودة في الأحياء التي تشهد غارات متكررة.

ووجهت اللجنة التنفيذية والجمعيّة العامّة لمهرجانات بعلبك الدوليّة، رسالة لوقف الاعتداءات المتكررة على مدينة بعلبك وموقِعها الأثري، المسجّل على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظّمة اليونسكو منذ العام 1984.

وبحسب الرسالة: "تمثّل هذه الاعتداءات انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدوليّة، بما في ذلك اتفاقيّة التراث العالمي لعام 1972 واتفاقيّة لاهاي لعام 1954 حول حماية التراث في مناطق النزاعات".

وكان من المقرر الاحتفال بالذكرى الـ75 لمهرجانات بعلبك الدوليّة، التي استضافت فنانين من مختلف أنحاء العالم، وشهدت ولادة ليالي الفلكلور اللبناني، السنة المقبلة. هذا ويعود تاريخ بعلبك إلى أكثر من 11 ألف سنة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة