صراعات
.
"القطريون يقولون منذ بداية الصراع إنهم لا يستطيعون التوسط إلا عندما يبدي الطرفان اهتماما حقيقيا بإيجاد حل".. هذا جزء من قول مسؤول قطري، السبت، الذي تحدث عن الانسحاب من جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، بخطوة تعتبر أكبر انتكاسة للجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023.
وزارة الخارجية القطرية أصدرت بيانا في وقت لاحق من السبت، أكدت فيه أن "جهود قطر في الوساطة بين حماس وإسرائيل معلقة في الوقت الحالي"، لكنها وصفت التقارير عن انسحابها من الوساطة أنها "ليست دقيقة".
وتزامن الخبر الذي أورده المسؤول ونقلته رويترز مع إغلاق قطر للمكتب السياسي لحركة حماس على أراضيها، وهو أمر رحبت به إسرائيل لكنها قللت من احتمال أن يؤدي انسحاب قطر من الوساطة إلى انهيار في المفاوضات، إذ يوجد وسطاء آخرون في تلك المحادثات المعقدة.
قال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس السبت إن قطر انسحبت من دور الوسيط الرئيسي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته "أبلغ القطريون الإسرائيليين وحماس أنه طالما كان هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة".
وأكد المصدر الدبلوماسي أن قطر "أبلغت الطرفين، إسرائيل وحماس، وكذلك الإدارة الأميركية" بقرارها، مضيفا "أبلغ القطريون الإدارة الأميركية أنهم سيكونون مستعدين لخوض وساطة مجددا حين يثبت الطرفان نية صادقة للعودة الى طاولة المفاوضات".
"لم يعد يخدم الغرض منه"، بهذه العبارة أبلغت قطر حماس قرارها بإغلاق مكتب الأخيرة على أراضيها وفق مصدر فرانس برس.
وقال مسؤول أميركي، الجمعة، إن واشنطن أبلغت قطر بأن وجود حماس في الدوحة لم يعد مقبولا بعدما رفضت الحركة أحدث مقترح بخصوص وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
وبحسب مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات الوساطة "حماس قد لا تعقب في هذه اللحظات. ليس قبل أن تبلّغ رسميا من قطر".
وأوضح قيادي في حماس لفرانس برس، السبت، أن الحركة لم تتلق أي طلب من قطر لغلق مكتبها في الدوحة، مضيفا " "ليس لدينا اي شيء حول تأكيد أو نفي ما نُشر عن مصدر دبلوماسي لم تحدد هويته، ولم نتلق أي طلب لمغادرة قطر".
وتضم قطر المكتب السياسي لحماس منذ أكثر من 10 أعوام، فضلا عن كونها مقر إقامة الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الذي قتل في 31 يوليو في هجوم في طهران نسب إلى إسرائيل.
رحبت إسرائيل بقرار قطر طرد كبار مسؤولي حماس من الدوحة بالقول إنها خطوة إيجابية، بحسب ما نقل مراسل أكسيوس باراك رافيد.
ونقل رافيد عن مسؤول إسرائيلي قوله "طلبنا هو ألا تستضيف حماس أي دولة بعد الآن".
وفي أول رد فعل على انسحاب قطر من الوساطة، أشار المسؤول إلى أن جهود الوساطة ستستمر من خلال الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى، مؤكدا أن "القرارات في المفاوضات لا تعتمد على الوسطاء بل على الجانبين".
تحمّل كل من حماس وإسرائيل الطرف الآخر مسؤولية عرقلة أي اتفاق بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023.
وجرت آخر جولة مفاوضات لإرساء هدنة في غزة في أغسطس، وباءت بالفشل.
وفي مطلع أكتوبر، قال مسؤول مطلع على محادثات وقف إطلاق النار في غزة لرويترز، إن شيئا لن يحدث حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر: "لأن لا أحد يستطيع الضغط بشكل فعّال على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، وهو العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".
وقال مسؤولون من حماس ودبلوماسيون غربيون في أغسطس، إن المفاوضات تعثرت بسبب مطالب إسرائيلية جديدة بإبقاء قواتها في غزة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة