ارتفع مؤشر الخطر حول المباراة، منذ اندلاع أحداث عنف الخميس الماضي في أمستردام بين أنصار فريق أياكس أمستردام ضيفه ماكابي تل أبيب في الدوري الأوروبي التي انته بفوز أصحاب الأرض 5 ـ 0.

وعقب المباراة، وقعت أحداث عنف بين جمهور الفريقين، وكانت نتيجتها دخول 5 أشخاص مؤقتا إلى المستشفى واعتقال نحو 60 شخصا، بحسب الشرطة الهولندية.

وكسياق طبيعي لما حدث وربطه بالتصعيد الإسرائيلي في الحرب في غزة، بدأت مباراة فرنسا وإسرائيل تشد الانتباه، وذلك لأسباب عدة.

السبب الأول، هو وجود شرارة فعليا لها، إذ رفعت جماهير باريس سان جيرمان، الأربعاء الماضي، لافتة ضخمة على المدرجات أثناء مباراة الفريق أمام أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال، وكتب عليها عبارة "فلسطين حرة"، فيما دون أسفل اللافتة عبارة، "حرب على أرض الملعب لكن سلام في العالم"، لتبدو كمؤشر لإمكانية حدوث تصعيد أكبر في مباراة فرنسا وإسرائيل.

أما الأمر الثاني فيعود إلى حجم الجالية العربية وأيضا اليهودية في فرنسا، التي يتواجد فيها أكبر عدد من المسلمين في أوروبا بنحو 6 ملايين مسلم، يمثلون 9% من سكان فرنسا وينتمى أغلبهم إلى دول المغرب العربي. ويأتي ذلك مقارنة مع نحو مليون مسلم يعيشون في هولندا.

وبالمقابل، أيضا تعد فرنسا موطنا لثالث أكبر تجمع يهودي بـ438 يهودي بعد أميركا 6.3 ملايين يهودي وإسرائيل 7.3 ملايين يهودي بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

والشهر الماضي نشر موقع "راديو فرانس" تقريرا صدر عن وزارة الداخلية الفرنسية، أكد زيادة الأعمال المعادية للسامية بنسبة 192% في الربع الأول من 2024، مقارنة مع الفترة الزمنية ذاتها في 2023، وربط ذلك بتأثير حرب غزة الدائرة حاليا.

في ظل الترقب، أعلن مدير شرطة العاصمة الفرنسية لوران نونيز عبر قناة "بي إف إم تي في" الأحد أنه سيتم تعبئة ما مجموعه 4000 شرطي ودركي الخميس لتأمين المباراة.

وقال نونيز: " سكون بإمكان المتفرجين الذهاب إلى هذه المباراة بأمان تام، أريد أن أطمئن أولئك الذين يستمعون إلينا، وفي الوقت نفسه أرسل رسالة حازمة: لن نتسامح مع أي تجاوزات. سيكون لدينا الوسائل التي ستسمح لنا بأن نكون متفاعلين للغاية لمنع أي إزعاج للنظام العام، سواء أثناء المباراة أو محيط المباراة أو طريق المتفرجين".

وبعد تصريحات نونيز، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حضوره للمباراة من داخل الملعب.

وقالت أوساط الرئيس الفرنسي إن الهدف خصوصا من ذلك "توجيه رسالة صداقة وتضامن بعد الأعمال المناهضة للسامية غير المقبولة التي تلت المباراة في أمستردام هذا الأسبوع".

ويأتي ذلك كله، بعدما دعت إسرائيل، الأحد، مواطنيها إلى تجنب حضور مباراة فرنسا وإسرائيل الخميس المقبل في باريس، تخوفا من تكرار سيناريو أمستردام.

بدورها، أعلنت منظمة يهودية يمينية دولية، الأحد، اعتزامها تنظيم تجمع في باريس دعما لإسرائيل وضد معاداة السامية، وذلك عشية المباراة المرتقبة.

وأعلنت منظمة "بيتار" في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أنه "في 13 نوفمبر في باريس، ستستقبل منظمة بيتار وحركة الطلبة اليهود الفرنسيين وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش" في باريس، وهو ما نفاه مدير الشرطة الفرنسية لوران نونيز، قائلا: "علمت إنه لن يحضر".

وتعتزم منظمة "بيتار" التي لها فروع كثيرة في أنحاء العالم وتضم أعضاء متطرفين في صفوفها، عقد التجمع على هامش حفل "إسرائيل إلى الأبد" الذي تنظمه شخصيات يمينية متطرفة دعما لإسرائيل.