فيتو أميركي يرعب نتنياهو.. هل يفعلها بايدن في نهاية عهده؟

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمير زار روسيا سرا الأسبوع الماضي في الوقت الذي يعمل فيه مع الولايات المتحدة على مفاوضات التسوية في لبنان.

وأضافت أنه يتوقع أن تلعب روسيا دوراً مهماً في وقف إطلاق النار إذا تم تنفيذه بهدف منع تسليح حزب الله.

يأتي ذلك، فيما قالت القناة ١٢ إن ديرمر سيتوجه إلى العاصمة الأميركية واشنطن لإتمام صفقة التسوية في لبنان.

وتدرس تل أبيب بجدية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان محدود المدة، وسط مخاوف من احتمال اتخاذ مجلس الأمن الدولي قراراً قد يحد بشكل كبير من حرية العمل العسكري لإسرائيل.

وأضافت القناة أن تقديرات إسرائيلية ترجح اتخاذ مجلس الأمن قرارا يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية في قطاع غزة أو يفرض قيوداً صارمة على أنشطة الجيش الإسرائيلي في جميع الجبهات.

وأعرب مسؤولون إسرائيليون كبار للقناة ١٢ عن قلقهم من احتمالية امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض (الفيتو) لحماية مصالح إسرائيل في مجلس الأمن الدولي.

وبعثت أكثر من ٥٠ دولة في ٥ نوفمبر ٢٠٢٤، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب باتخاذ خطوات فورية لوقف بيع أو نقل الأسلحة إلى إسرائيل، قائلة إن هناك "أسبابا معقولة" للاشتباه في أن المواد العسكرية ستُستخدم في غزة والضفة الغربية التي تعاني من الصراع، بحسب ما تقول أسوشيتد برس.

واتهمت الدول، بقيادة تركيا، إسرائيل بانتهاك القوانين الدولية بشكل مستمر في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية وكذلك في لبنان وبقية الشرق الأوسط.

وجاء في الرسالة: "إن الحصيلة الكبيرة للضحايا المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء، بسبب الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي من قبل إسرائيل، القوة المحتلة، لأكثر من عام الآن، لا يمكن تحملها وغير مقبولة".

وأضافت الرسالة: "يجب علينا أن نتصرف بشكل عاجل لوقف المعاناة الإنسانية الشديدة وعدم الاستقرار الإقليمي الذي يهدد باندلاع حرب شاملة في المنطقة".

وتدعو الرسالة مجلس الأمن إلى "إعلان وقف إطلاق نار فوري لتفادي هذه الكارثة" واتخاذ إجراءات لتنفيذ قرارات سابقة لحماية المدنيين وضمان المساءلة وإصدار "مطالبة واضحة بوقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل".

ورد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، على دور تركيا في الرسالة بقوله: "ماذا يمكننا أن نتوقع من دولة تحركها الخباثة في محاولة لإثارة النزاعات بدعم من محور الشر؟" واستخدم هذا التعبير لأول مرة من قبل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش للإشارة إلى إيران وكوريا الشمالية والعراق.

وقال دانون في بيان: "سنواصل الكفاح من أجل مصالح دولة إسرائيل في وجه أي هجوم سياسي وعسكري".

في اجتماع أمني مساء الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع حينها يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الذي قاد فريقا وضع مجموعة من التوصيات لشروط مقترحة لوقف إطلاق النار في لبنان، عبر تقديم نسخة محسنة بقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ لعام ٢٠٠٦، بحسب تايمز أوف إسرائيل.

ويتضمن المقترح الإسرائيلي:

• وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا يتم خلالها الانتهاء من الاتفاق.
• انسحاب حزب الله شمال إلى نهر الليطاني.
• انتشار كثيف للجيش اللبناني على الحدود.

• آلية دولية للإشراف على تنفيذ البنود المتفق عليها.
• ضمان حرية عمل الجيش الإسرائيلي في حالة وجود "تهديدات تحتاج إلى إزالتها".
• منع إعادة تسليح حزب الله في المستقبل.

وبحسب تقرير القناة ١٢ الإسرائيلية فإن رئيس الأركان، هيرتسي هاليفي، أوصى خلال الاجتماع بالسعي إلى إنهاء القتال مع حزب الله عبر مفاوضات منفصلة عن الحرب المستمرة في غزة.

قبل أن يترك مقعده لترامب عام ٢٠١٦، اتخذت إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما قرارا، على عكس سياساتها طوال ثماني سنوات، وامتنعت في آخر جلساتها في أروقة مجلس الأمن عن استخدام الفيتو في ديسمبر من ذلك العام، لتمرير قرار يطالب بوقف فوري لجميع أنشطة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، بحسب تايمز أوف إسرائيل.

حينها تم تمرير القرار 2334 بموافقة 14 دولة عضو في ديسمبر ٢٠١٦، دون أي دولة تصوت ضده، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، لتصفق القاعة التي كانت مكتظة.

ودعا النص جميع الدول إلى "التفريق في تعاملاتها ذات الصلة بين أراضي دولة إسرائيل والأراضي المحتلة منذ عام 1967".

ودان المسؤولون الإسرائيليون هذا القرار بشدة، متهمين أوباما ووزير الخارجية جون كيري "بالتخلي" عن إسرائيل، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت، والذي كان بنيامين نتنياهو أيضا التصويت بـ "العار"، مؤكدًا أنه يقوض أمن إسرائيل وموقفها في المفاوضات.

تُعد هذه الخطوة من أوباما في أيامه الأخيرة في الرئاسة لحظة فارقة في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، وقد تكون لها تأثيرات طويلة الأمد على العلاقات بين البلدين في المستقبل.