توم هومان.. من هو "قيصر حدود" جمهورية ترامب؟

أعلن ترامب على منصة تروث سوشيال، الإثنين، تعيين توم هومان في منصب "قيصر الحدود" بالقول "يسعدني إعلان تعيين المدير السابق لهيئة الهجرة والجمارك والمدافع عن مراقبة الحدود توم هومان مسؤولا عن حدود أميركا، بما في ذلك، الحدود الجنوبية والشمالية".

ترامب قال إن هومان سيعمل كذلك على ضبط حدود الولايات المتحدة من كل الجهات بما فيها الأمن البحري والجوي، مؤكدا أن ما ذكره كان فقط على سبيل المثال وليس الحصر.

وعُرف هومان بالآراء المتشددة حول الهجرة، إذ قال في وقت سابق إنه سيعمل بأكبر قوة على أوسع عملية ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين تشهدها البلاد على الإطلاق.

وكان هومان من أوائل المؤيدين لسياسة "عدم التسامح" التي تنتهجها إدارة ترامب، والتي أدت إلى فصل آلاف العائلات على الحدود الجنوبية، قبل أن يوقع ترامب على أمر تنفيذي لإلغاء السياسة ذاتها بعد احتجاجات واسعة.

وكشف "قيصر الحدود" الجديد في مقابلة على شبكة سي بي إس خلال أكتوبر الماضي، عن وجود طريقة لتنفيذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين، مشيرا إلى أنه يمكن ترحيل العائلات معا.

وأضاف هومان: "لن تكون هناك مداهمات جماعية للأحياء، ولن نبني معسكرات اعتقال، هذه التصورات غير دقيقة، لدينا رسالة للمهاجرين غير الشرعيين، لقد حان وقت الرحيل، احزموا أمتعتكم".

وعمل هومان في مؤسسة هيريتيج المحافظة، وكان أحد المساهمين في "مشروع ٢٠٢٥" اليميني المحافظ، كما عمل رئيسا ومديرا تنفيذيا لمؤسسة "حدود ٩١١"، وهي مجموعة غير ربحية تحذر من التهديد المفترض الذي يشكله المهاجرون غير المسجلين.

ويُعد هومان أحدث شخص يعلن ترامب انضمامه إلى إدارته في ولايته الجديدة التي تبدأ يناير المقبل، بعد إعلان سوزي وايلز مديرة حملته الانتخابية كرئيسة لموظفي البيت الأبيض.

كشف هومان في مقابلة مع قناة فوكس نيوز عن طبيعة العملية التي ستشهد ترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة، لتنفيذ وعد ترامب الانتخابي.

وقال هومان إن العملية ستكون مدروسة بشكل جيد، وستدار بواسطة رجال دائرة الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الأمر محل دراسة بشكل يومي.

وذكر "قيصر الحدود" أن الرجال والنساء في دائرة الهجرة والجمارك يعملون بشكل جيد للغاية على الانتهاء من هذه الخطة، مشيرا إلى أن عملية الترحيل ستكون "إنسانية".

وقال هومان إن خطة ترامب لترحيل اللاجئين ستوفر المال للأميركيين وستحد من تكاليف استضافتهم، دون الحديث عن مزيد من التفاصيل عن آلية الترحيل.

لكن مجلس الهجرة الأميركي أكد أن خطة الترحيل الجماعي على النطاق الذي يتصوره ترامب قد يُكلف الولايات المتحدة ٣١٥ مليار دولار، بما في ذلك الكُلفة الاقتصادية الواسعة من خلال التأثير على سوق العمل المحلي.

ولدى ترامب خطة أخرى للتأثير على أي جهة تُعارض عملية الترحيل، إذ قالت شبكة إن بي سي نيوز إن ترامب قد يحجب المنح الفيدرالية عن أقسام الشرطة التي ترفض المشاركة في برامج ترحيل المهاجرين.

تأتي خطوة ترامب في العمل على ترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة لتكشف عن أخطار يشعر بها ما يزيد عن ١١ مليون مُهاجر داخل أميركا في الوقت الحالي.

وتختلف الإحصاءات حول العدد الحقيقي للمهاجرين غير المسجلين في الولايات المتحدة، ويقول مركز التقدم الأميركي ذو الميول اليسارية إن العدد بلغ ١١.٣ مليون مهاجر، من بينهم ٧ ملايين حصلوا على وظائف، ويقول مجلس الهجرة الأميركي إن العدد يبلغ ١١ مليون شخصا، بينما يُقدر مركز بيو للأبحاث العدد بنحو ٨ مليون مهاجر.

وسيكون على هؤلاء ترك وظائفهم التي حصلوا عليها، وهدم حياتهم بشكل فوري داخل الولايات المتحدة، والانصياع لرغبة ترامب في الخروج فورا من الولايات المتحدة.

الضرر الواقع على المهاجرين سيكون كبيرا، إذ سيتعين عليهم بدء حياة جديدة، ربما تكون من الصفر، لكن هناك أيضا أضرار ستقع على المجتمع الأميركي وخاصة على المستوى الاقتصادي.

ويقول تشاد برينكي، الرئيس التنفيذي لشركة ويل بيلت الاستشارية التي تعمل في مجال البناء: "هناك الملايين من العمال غير الحاصلين على وثائق الإقامة في الولايات المتحدة، يعملون في هذه المهن، لأن ليس لدينا أميركيين للقيام بهذه المهمة، نحن بحاجة لهؤلاء العمال، وكل ما نريده أن يكون لديهم وثائق سارية، ونعرف من هم ومن أين أتوا، ونتأكد من أنهم يدفعون الضرائب، لكننا لا نريد أن يرحلوا".

وقال جيسون ليفيرانت مدير العمليات في وكالة توظيف "آت ورك" إن الكثافة العالية من المهاجرين تنتشر في ٣٩ ولاية، حيث يعملون في الصناعة والزراعة.

وأشار ليفيرانت إلى أن هناك نقصا حادا في عدد العمال المتاحين لشغل الوظائف في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ليؤكد أن الترحيل الجماعي لملايين المهاجرين من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم أزمة اقتصادية جديدة وملايين الوظائف التي تبحث عن عمال، وفقا لتقرير شبكة سي إن بي سي.