صراعات
تشابه في الرسالة قابله اختلاف في الأسلوب.. هكذا تبدو المقارنة بين إعلان أبو بكر البغدادي نفسه خليفة في عام 2014 وإلقاء أبو محمد الجولاني خطاب نصره على بشار الأسد، الأحد. فما أوجه الشبه والاختلاف؟
زار قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) الجامع الأموي في دمشق الأحد، كما أفاد مصوّر في فرانس برس، بعد ساعات من إعلان فصائل المعارضة المسلحة بقيادة الهيئة إسقاط بشار الأسد عقب دخول قواتها العاصمة السورية.
وفي مقطع فيديو نشرته الفصائل عبر تلغرام، ظهر الجولاني، الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، وهو يلقي كلمة من داخل الجامع الأموي، بينما هتف جمع من المحيطين به "الله أكبر".
يعيد هذا المشهد الذاكرة لإعلان البغدادي نفسه خليفة من جامع الموصل، إذ إن الجامعين تاريخيان واستُخدما منبران لإضفاء شرعية دينية على سلطة الحكم السياسية.
البغدادي أعلن نفسه "خليفة" بينما الجولاني توسط مقاتليه في الجامع الأموي الذي عج بالناس في مشهد مماثل لإعلان البغدادي عن "سلطته"، من دون قول ذلك علنا، فالأخير أحدث تغييرا في شخصيته عندما أعلن انفصاله عن القاعدة، مع الأخذ بالاعتبار أيضا غياب الدموية عند سيطرته على المدن السورية مؤخرا.
ففي البيان الذي تلاه مذيع عبر التلفزيون السوري الرسمي باسم الجولاني، كان لافتا أن الجولاني عازم على المضي قدما إذ جاء فيه "نواصل العمل بكل إصرار لتحقيق أهداف ثورتنا التي قامت من أجل العزة والكرامة والحرية. لا مكان للتراجع، ونحن مصممون على استكمال الطريق الذي بدأناه منذ 2011".
فهل يريد الجولاني تفويضا سياسيا بالحكم عبر الدين؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة