صراعات
التقى وفد من قوات المعارضة السورية المسلحة بشيوخ العشائر في منطقة القرداحة، مسقط رأس بشار الأسد، وحصل على دعمهم بينما قال سكان لرويترز إن الخطوة بمثابة علامة مشجعة على التسامح من جانب حكام البلاد الجدد.
وقال ٣ سكان إن وفد قوات المعارضة زار منطقة القرداحة الواقعة في جبال محافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا، حيث التقى بعشرات من رجال الدين والشيوخ وغيرهم في مبنى مجلس مدينة القرداحة.
قبل أن يوقع وجهاء العلويين على بيان دعم، وقال السكان إن الوفد ضم أعضاء من هيئة تحرير الشام والجيش السوري الحر، وهما جماعتان قادتا قوات المعارضة وكان الأسد يقول دوما إنهما منظمتان إرهابيتان سترتكبان مجازر بحق العلويين إذا سقط.
ويشكل السوريون من الطائفة العلوية، إحدى الطوائف الشيعية، نحو عشرة بالمئة من سكان البلاد ويتمركزون في محافظة اللاذقية بالقرب من البحر المتوسط والحدود مع تركيا.
ويشكل المسلمون السنة نحو 70 في المئة من السكان، وهناك أقليات كبيرة من المسيحيين والأكراد والدروز ومجموعات أخرى.
وشدد البيان الذي اطلعت عليه رويترز على التنوع الديني والثقافي في سوريا. كما دعا إلى عودة الشرطة والخدمات الحكومية لمدينة وريف القرداحة في أسرع وقت ممكن تحت إدارة الحكام الجدد، ووافق على تسليم أي أسلحة بحوزة سكان القرداحة.
وقبول الشيوخ للوضع الجديد علامة مهمة على تغيير النظام في منطقة قال سكان محليون لرويترز هذا الأسبوع إنها شهدت لسنوات عديدة جنازات متواصلة بسبب أعداد المقاتلين الموالين الذين ماتوا في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ 13 عاما.
جاء في البيان الذي وقعه نحو 30 من وجهاء وأعيان ومشايخ منطقة القرداحة "نؤكد على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية والتعددية الدينية والفكرية والثقافية".
وقال أحد السكان، الذي رفض نشر اسمه خوفا من الانتقام في ظل وضع لا يزال متقلبا، إن الحوار ساهم في تهدئة مخاوف السكان المحليين، استنادا إلى تصريحات قادة قوات المعارضة بأنهم سيحترمون الأقليات.
وأكد البيان "نؤكد على تأييدنا للنهج الجديد وسوريا الوطنية الحرة وتعاوننا الكامل مع الهيئة (هيئة تحرير الشام) والجيش السوري الحر، لنساهم معا في بناء سوريا الجديدة القائمة على الألفة والمحبة".
وأضاف "ندعو المواطنين في المنطقة إلى عدم حمل السلاح وتسليمه إلى مكان سيتم الاتفاق عليه لاحقا مع القيادة العسكرية الجديدة".
وقال سكان من القرداحة إن سكان المنطقة قاموا بإزالة تمثال لحافظ الأسد، والد بشار، قبل وصول وفد قوات المعارضة.
وجاء في بيان وجهاء وأعيان ومشايخ منطقة القرداحة "يدعو المجتمعون إلى إزالة جميع التماثيل والصور من الساحات والأماكن العامة".
وأضاف السكان أن بعض الأشخاص من المنطقة، التي تعد من بين أفقر مناطق سوريا، قاموا في وقت لاحق بنهب ضريح حافظ الأسد في القرداحة، وأخذوا كل شيء من الطاولات والكراسي إلى وحدات تكييف الهواء.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة