ألغت قواعد الاشتباك.. تحقيق يفضح "تكتيك" إسرائيل في غزة

وفقا للتدابير الجديدة، غيّر الجيش الإسرائيلي خطط مطاردة مقاتلي حركة حماس، عند ورود معلومات حول وجودهم في مكان ما، والتعامل معهم مباشرة، حتى لو كانوا في منازلهم محاطين بالمدنيين.

وقبل الحرب الحالية، لم يكن الجيش الإسرائيلي يوجه ضربات داخل غزة، إلا بعد الحصول على تأكيدات استخباراتية بعدم وجود مدنيين في موقع الضربات، وفقا للصحيفة الأميركية، ورغم ذلك كان عدد القتلى كبيرا في كل مرة.

وغيرت إسرائيل قواعد الاشتباك المتعلقة بحماس وقطاع غزة، واعتبرت أنها تتعرض لتهديد وجودي بعد هجمات السابع من أكتوبر العام الماضي، وفقا لضابط كبير رفض الكشف عن هويته.

وتجاهلت إسرائيل كل الضمانات الموضوعة سلفا لحماية المدنيين أثناء الضربات العسكرية، واعتمدت أساليب وخططا هجومية مختلفة، دون النظر إلى إمكانية تعرض المدنيين للقصف.

وتوقف الجيش الإسرائيلي عن إجراء مراجعات حول الضربات لتقييم الأضرار بين المدنيين، ولم يتخذ أي إجراءات لمعاقبة الضباط على المخالفات العسكرية.

وحذر بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين، إسرائيل من قصف المدنيين، ووجهوا نصائح باعتماد التدابير التي تحافظ على حياتهم في قطاع غزة، لكن تل أبيب تجاهلت الأمر مجددا.

اعترف الجيش الإسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك، معللا ذلك بسبب "التهديد غير المسبوق" الذي تعرضت له إسرائيل عقب هجوم حماس العام الماضي.

واعتمدت إسرائيل على 8 نقاط، أزالت بها غطاء حماية المدنيين في قطاع غزة، وجاءت كالتالي:

كانت استخبارات الجيش الإسرائيلي في أوقات مبكرة من الحرب تقسم غزة إلى مئات القطاعات الصغيرة، ويختص كل فريق بمراقبة أعداد المدنيين في كل منها لقياس المخاطر قبل تنفيذ الضربات في صفوف المدنيين، وكذلك الصحافيون.

معرفة أعداد المدنيين كان تتم عن طريق إشارات الهواتف المحمولة التي تظهر في كل منطقة متصلة بأبراج الاتصالات والإنترنت، وبهذه الطريقة كان يعرف الجيش الإسرائيلي أعداد المدنيين والصحافيين في كل موقع، بحسب الصحيفة الأميركية.

لكن القيادة العسكرية الإسرائيلية أصدرت لاحقا أمرا موجزا لقواتها في غزة، يسمح بقتل ما يصل إلى 500 مدني يوميا في الضربات "المخططة مسبقا"، ثم رفعت هذا الحد بعد ذلك، لتنفيذ الضربات دون سقف لعدد القتلى من المدنيين.

وجاء الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ليرشح للضباط عددا أكبر من الأهداف داخل قطاع غزة، ما يزيد من عدد الضربات، دون مراجعة ميدانية، أو التأكد من صحة المعلومات وعدم وجود مدنيين في المواقع.

وكان تقرير "" قد تحدث عن عمل القوات الإسرائيلية في ممر نتساريم بحرية كاملة دون قيود، قبل أن ينفي الجيش الإسرائيلي ذلك، ويؤكد أنه ينفذ عملياته وفقا لضوابط، وذلك في بيان صدر يوم 11 ديسمبر الجاري، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".