في سبتمبر، أعلن الجندي سيرغي غنيزديلوف (24 عاما) على مواقع التواصل الاجتماعي أنه غادر وحدته من دون إذن، مسقطا أحد المواضيع المحرّمة في البلاد.
وبعدما خدم في صفوف الجيش لمدّة 5 سنوات، كان يريد الاحتجاج على أن تجنيد الأوكرانيين في خضمّ الحرب يجري لمدّة غير محدّدة.
ووصف مكتب التحقيقات الأوكراني، وهو هيئة حكومية، سلوكه بأنه "غير أخلاقي"، قائلا إنه يعود بالنفع على روسيا. وأوقف الشاب وهو يواجه عقوبة سجن قد تصل إلى 12 عاما.
أما أولكسندر، فيروي أنه نسي إلى حدّ بعيد السنة التي تلت هروبه والتي أمضاها في منطقته في لفيف (الغرب)، إثر فقدانه الذاكرة بسبب الارتجاجات الدماغية الناجمة، بحسب قوله، عن القصف.
ويتذكّر أنه "تناول الكحول خصوصا" لتناسي الفظائع، مع إحساسه بشعور متنام بالذنب.
وفي نهاية المطاف، بالرغم من توسّلات أقربائه، قرّر العودة إلى جبهة القتال بعدما رأى شبابا يلتحقون بصفوف الجيش وآخرين يعودون إلى الجبهة بعد إصاباتهم.
ويقول إن شقيقته قالت له إنه سيلقى حتفه في الجبهة، وهي تفضّل "جلب الطعام له في السجن على وضع الزهور على قبره".
وقد قضي شقيقهما إثر تعرّضه لضرب مبرح وقت الاحتجاجات المنادية بالالتحاق بالمعسكر الأوروبي سنة 2013 في ساحة ميدان في كييف.
نفس الشعور هو الذي دفع أيضا الجندي المعروف باسمه الحربي بوتش للعودة إلى جبهة القتال.
ويروي الشاب البالغ 29 عاما أنه فر من صفوف الجيش بعد إصابته في المعارك التي دارت لتحرير مدينة خيرسون من قبضة الروس في أواخر 2022.
ويقول مبرّرا قراره إن "التعرّض المتواصل للقصف يضرّ بحالتك النفسية. ورويدا رويدا تصاب بالجنون. أنت في حالة ضغط دائم، ضغط هائل".
وكانت صحيفة "
وول ستريت جورنال" قد نشرت تحقيقا في يوليو الماضي، حول محاولات فرار الجنود الأوكرانيين من الحرب بكل الطرق والوسائل، للدرجة التي جعلت بعضهم يموت غرقا أثناء الهرب.