انسحاب إيراني من سوريا "بلا أسلحة"

انسحبت القوات الإيرانية إلى حد كبير من سوريا بعد انهيار النظام السوري في ديسمبر، وفقًا لمسؤولين أميركيين وأوروبيين وعرب، في ضربة كبيرة لاستراتيجية طهران لفرض قوتها في الشرق الأوسط، بحسب تقرير وول ستريت جورنال.

ويمثل الانسحاب الإيراني زوال جهود استمرت لسنوات استخدمت فيها طهران سوريا كمركز لاستراتيجيتها الإقليمية الأوسع المتمثلة في الشراكة مع الأنظمة والميليشيات المتحالفة لنشر النفوذ وشن حرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

وبدأت إيران، التي تعاني بالفعل من الضربات الجوية الإسرائيلية على أصولها وشركائها في المنطقة، في سحب أفرادها خلال الانهيار الدرامي الذي دام 11 يومًا لجيش النظام السوري في أواخر العام الماضي.

وبحسب الصحيفة فإنه مع انهيار النظام السوري، كان الآلاف من مقاتلي الميليشيات المدعومة من إيران لا يزالون في البلاد، وخاصة في شرق سوريا، مع تشتت بعضهم في دمشق وحلب وأماكن أخرى.

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المتواجدين في شرق سوريا، بما في ذلك ضباط الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب المقاتلين الأفغان والعراقيين واللبنانيين والسوريين، فروا إلى القائم، وهي بلدة حدودية على الجانب العراقي.

وقالوا إن بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق سافروا جواً إلى طهران، بينما فر مقاتلو حزب الله في غرب البلاد برا إلى لبنان.

في الأيام التي أعقبت الإطاحة بالأسد، كانت الطريق من دمشق إلى بيروت مليئة بالمركبات العسكرية المدمرة بما في ذلك الدبابات وقاذفات الصواريخ المتنقلة. وكانت معظم المركبات موجهة نحو الحدود اللبنانية، مما يشير إلى محاولة متسرعة لسحب المعدات العسكرية من البلاد.

مع فرار الآلاف من العسكريين الإيرانيين وحلفائهم من البلاد، اضطروا إلى ترك كمية كبيرة من المعدات العسكرية والأسلحة التي فجرتها إسرائيل لاحقًا أو استولت عليها المعارضة السورية المسلحة، وفقًا لدبلوماسيين غربيين.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستحاول في نهاية المطاف إعادة إنشاء الجسر البري بين طهران وبيروت، لكن هذا قد يكون غير قابل للتحقق، على الأقل في الأمد القريب، بحسب مصادر الصحيفة.

وقال مسؤول أميركي كبير إنه من غير المرجح أن تسمح هيئة تحرير الشام للحرس الثوري الإيراني بتجديد وجوده العسكري في البلاد في المستقبل القريب.

وعلى نطاق أوسع، يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من أن إيران قد تحاول إعادة ترسيخ نفوذها في سوريا على المدى الطويل، وإعادة تنشيط الشبكات القديمة ومحاولة استغلال عدم الاستقرار المحتمل.