رفض نتنياهو مرارا وتكرارا دعوات الرئيس الأميركي، جو بايدن، وجلس معه شخصيا، ومع مبعوثين أميركيين يحاولون إقناعه بصفقة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، وحافظ على صلابة موقفه.
وبعد فوز الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، بدأ الحديث عن أحداث الشرق الأوسط، واختص بالذكر حالة الرهائن في غزة، ووعد بجحيم إذا لم يتم إطلاق سراحهم قبل تنصيبه رئيسا في 20 يناير الجاري.
وقالت صحيفة "
هآرتس" الإسرائيلية، إن مبعوث ترامب للشرق الأوسط التقى نتنياهو وأجبره على قبول الخطة التي رفضها عدة مرات، ليجعله يوافق على كل الشروط التي كانت عقبة أمام الاتفاق في الأشهر الماضي.
والتقى مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب، ستيفن ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي، السبت 11 يناير، وقالت مصادر للصحيفة الإسرائيلية، إنه تحدث بلغة قوية وبإنكليزية "مبتذلة" مع ممثلي نتنياهو الذين حاولوا تغيير موعد المقابلة.
وسمحت إدارة بايدن لمبعوث ترامب بلقاء نتنياهو، على اعتبار أن أي التزام تبرمه إدارة الولايات المتحدة سيقع على عاتق الرئيس المقبل وليس الحالي، ومن هنا اكتسب ويتكوف قوته.
وقصد ويتكوف "إظهار العين الحمراء" لنتنياهو، ويقول عنه مسؤول إسرائيلي دبلوماسي كبير: "ويتكوف ليس دبلوماسيا، ولا يتحدث كدبلوماسي، ولا يلتزم بالآداب الدبلوماسية والبروتوكولات المعروفة، فهو يمضي قدما بشكل سريع وعدواني، وكل ما يهمه التوصل لاتفاق".
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن "ترامب ليس كما كنا نعتقد"، فيما أشار مقدم برنامج "باتريوتس" يوتام زيمري إلى أن ترامب يضغط لإتمام الصفقة بشكل واضح وقوي، ويريد أن تحدث في أسرع وقت.
وأشار زيمري إلى أن إسرائيل أُرغمت على الصفقة بعد تدخل ترامب الذي أرسل مبعوثه لحسمها، مؤكدا أن الاتفاق "ليس في مصلحة إسرائيل وسيكون له تأثير صعب للغاية".
وقال المتحدث باسم نتنياهو، يعقوب باردوغو، الإثنين 13 يناير: "الضغوط التي يمارسها ترامب ليست من النوع الذي توقعته إسرائيل منه، فالضغوط هي جوهر الأمر في الوقت الحالي".
وبعد تفكير عميق من نتنياهو ومشاورات مع الوزراء الذين يرفضون الصفقة، وعلى رأسهم بن غفير وسموتريتش، قرر الرضوخ إلى ضغوط ترامب ورغبته في إتمام الصفقة، والتخلي عن الجمود الذي لازمه طوال الأشهر الماضية.