يعتقد الرئيس الأميركي أن "أوروبا استغلت الولايات المتحدة لسنوات عديدة وهذا الأمر يجب أن يتوقف"، كما نشرت شبكة "
بي بي سي" عن العلاقة بين ترامب والاتحاد الأوروبي في السابق والمستقبل.
وكانت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل قد قالت عن ترامب خلال تجربتها التي تزامنت مع ولايته الأولى: "إنه لا يؤمن بالشراكات التي تعود بالنفع على الطرفين"، في إشارة إلى أنه لا يُقدر التحالفات مع أوروبا.
وأشارت ميركل إلى أن ترامب بدا وكأنه "يحمل ضغينة تجاه ألمانيا"، بينما يقول نائب مدير مركز الإصلاح الأوروبي، إيان بوند، إن برلين ستظل على رأس قائمة البلدان الأوروبية المستهدفة من الرئيس الأميركي.
وأضاف بوند: "قال ترامب قبل ذلك إنه لا يرغب في رؤية السيارات الألمانية في شوارع نيويورك، وتحدث عن مرسيدس بنز على وجه الخصوص، وهذا أمر جنوني، لأن للشركة الألمانية مصنعا كبيرا في ألاباما".
ولوح ترامب أكثر من مرة بإمكانية التخلي عن حلف الناتو، والتوقف عن منح أوكرانيا المساعدات التي تقدر بمليارات الدولارات، الأمر الذي يجعل أوروبا بدون أكبر مانح مساعدات لكييف، ما يزيد من الخطر الروسي الذي يهددها.
الأمر وصل إلى تصريح ترامب بأنه "سيشجع روسيا على فعل ما يحلو لها مع حلفائها الأوروبيين إذا لم يدفعو، ويعززوا إنفاقهم الدفاعي"، بالإضافة إلى الحديث الصادم للرئيس الأميركي عن الاقتصاد والتجارة والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي.
وجاءت تصريحات ترامب حول فرض الرسوم الجمركية الشاملية على الواردات الأجنبية بالكامل، بما فيها الأوروبية، بنسبة تتراوح بين 10% و20% مع فرض رسوم أعلى على بعض السلع مثل السيارات، لتزيد من التوتر بين أوروبا وواشنطن "الترامبية".
وستتضرر ألمانيا بشكل كارثي من تهديدات ترامب إذا نُفذت، إذ تعتمد على تصدير السيارات على وجه الخصوص إلى أميركا، وستكون ضربة قوية لها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها، خاصة في صناعة السيارات.
ويعتقد إيان ليستر نائب رئيس مؤسسة "صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة" البحثية، أن تهديدات ترامب حقيقية، مشيرا إلى أن أوروبا بعيدة تماما عن كونها مستعدة للتعامل مع الأمر، أو التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي.
وأوضح: "أوروبا غير مستعدة إطلاقا، هذا النهج المختلف في التعامل مع التجارة العالمية يزعزع العديد من الركائز الأساسية للاقتصاد الدولي الذي تغير على مدى العقود الماضية".
التهديد الأميركي لأوروبا لم يصدر من ترامب فقط، فقد دأب الملياردير الأميركي إيلون ماسك، المقرب من الرئيس الجمهوري، على التدخل في الشؤون الأوروبية ودعم تيار أقصى اليمين ضد زعماء يسار الوسط، خاصة في المملكة المتحدة وألمانيا.