منذ وقف إطلاق النار في غزة وحصول
عمليات تبادل للأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل على دفعات، وآخرها كان الخميس 30 يناير، يتابع اللبناني أحمد حجازي المشاهد المنقولة من غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى حربا استمرّت 15 شهرا.
مشهد ظهور مقاتلي حركة حماس بعد الهدنة وخلال الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، كان الأمر الذي لفت انتباه حجازي وأثار تعجبه، ويقول لبلينكس "حماس ظهرت حقا في غزة رغم الحرب المدمرة"، وبرأيه فإن الحركة لم تنته كما زعمت إسرائيل.
يقارن حجازي، 37 عاما، بين "اتفاق غزة" و"هدنة لبنان وإسرائيل" التي دخلت حيز التنفيذ يوم 27 نوفمبر بعد معركة فتحها "حزب الله" إسنادا لغزة يوم 8 أكتوبر 2023، "الحزب خسرَ قدرته على الظهور المسلح علنا، كما بات ممنوعا عليه الوجود عند الحدود مع إسرائيل كما كان الوضع في السابق".
بدورهم يعتبر محللون أن مشهد غزة بعد الحرب، يضاف إلى المكاسب التي حققتها الحركة لأنصارها، في حين الاتفاق الذي أبرمه "حزب الله" مع إسرائيل لإنهاء حرب لبنان كان بمثابة خسارة له.
المحلل السياسي اللبناني يوسف دياب، يوضح أن حماس في غزة استطاعت تحقيق مكاسب عديدة بخلاف "اتفاق لبنان" الذي أبرمه "حزب الله" مع إسرائيل.
يوضح دياب
لبلينكس أن حماس استفادت من ورقة الرهائن الإسرائيليين، مضيفا: "ما يظهر هو أن حماس لم تُفرج عن هؤلاء دفعة واحدة، ولهذا فإنها تستمر بالتحكم في هذه الورقة حتى تضمن استمرار
اتفاق الهدنة".
يقول دياب إنّ ظهور مقاتلي "حماس" المسلح الواسع، يؤكد أن خسائر الحركة مقارنة بخسائر حزب الله، أقل بكثير، متابعا: "ما إن دخلت الهدنة حيز التنفيذ حتى انتشر المقاتلون في القطاع وبشكل علنيّ وبشاحنات واضحة ونظيفة وزيّ موحد، وعلى العكس، لم يعد بمقدور عناصر الحزب، التحرك في جنوب لبنان، لا سيما عند الحدود مع إسرائيل".
ولفت دياب إلى أن اتفاق لبنان لم يتضمن ورقة أسرى "حزب الله" الموجودين لدى إسرائيل بسبب الحرب الأخيرة، معتبرا أنّ هذا الأمر يمثل خسارة إضافية للحزب.
من ناحيته، يقول الخبير العسكري جورج نادر لبلينكس إن حزب الله دخل الحرب في 8 أكتوبر 2023 بهدف مُعلن وهو "إسناد غزة" والادعاء بأنه يعمل على "التخفيف عنها"، من خلال إشغال إسرائيل خلال الحرب وجعلها تسحب قواتها باتجاه لبنان كي لا تستثمر قوتها كافة ضد الفلسطينيين.
وتابع "ما حصل هو أنّ إسرائيل واصلت حربها في غزة وحشدت قوات ضد لبنان، وشنت هجوما موسعا يوم 23 سبتمبر الماضي. وبعد شهرين من الحرب، حصل وقف إطلاق النار في لبنان، لكن حرب غزة لم تنته، علما بأن حزب الله أعلن فك ارتباطه بين جبهته وجبهة حماس خلال الحرب، ما يعني فشل هدفه المرتبط بالإسناد".
يقول نادر "أمين عام حزب الله نعيم قاسم أعلن مؤخرا وبشكل رسمي انسحاب تنظيمه من منطقة جنوب الليطاني عملا باتفاق وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي كان الحزب يرفضه سابقا لكنه نفذه بعد الحرب، وبالتالي ما حصل هو استسلام لا انتصار".
حاليا، توجد إسرائيل في جنوب لبنان، وقد لا تخرج قبل 18 فبراير المقبل بعد تمديد مهلة الهدنة.
وتابع "هناك الكثير من المخازن والأسلحة ما زالت موجودة في جنوب الليطاني ولم يتم العثور عليها أو تفكيكها، في حين أنّ المطلوب من الجيش اللبناني إنهاء وجود هذه البنى التحتية العسكرية تنفيذا للاتفاق"، وفق نادر.
وأضاف المحلل العسكري معلقا "في حال حصل التصادم بين حزب الله والجيش اللبناني، فإن الحزب هو الخاسر شعبيا وسياسيا، لأن الجيش يمثل السلطة الشرعية، وبالتالي فإن التصادم معه يعني تصادما مع الدولة".