صراعات‎

في وجه دمار غزة.. البعض يختار البقاء في "الخيمة"

نشر
blinx
تشكل مشاهد عودة عشرات الآلاف من النازحين محطة فارقة في تاريخ الفلسطينيين الذين أكدوا تمسكهم بحق العودة رغم الحرب المدمرة التي استمرت لأكثر من 15 شهرا.
ووفق تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد عاد أكثر 545 ألف نازح فلسطيني إلى شمال قطاع غزة قادمين من الجنوب بعد قرار وقف إطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من معبر نتساريم، الذي كان يفصل بين جنوب القطاع وشماله.
غير أن علاء أبو سيف، واحد من مئات الفلسطينيين الذين لن يعودوا إلى منازلهم مجددا في خان يونس في جنوب قطاع غزة، وسيظل قابعا في خيمته في منطقة المواصي. هذا ليس خيارا بل أمر فرض عليه بعدما تهدم بيته بالكامل، وما عاد له مأوى سوى الخيمة.
يقول أبو سيف لبلينكس إن لكلّ شيء ثمنا خلال شهور الحرب، فأسعار المياه وقتها كانت باهظة، والطحين بلغ سعر ثلاث كيلوغرامات، 4 دولارات، فضلا عن دور السماسرة في اقتطاع أي حوالة خارجية من الأصدقاء أو الأهل بنسبة تصل إلى الربع على الأقل من إجمالي ما أرسل.

عودة جماعية وسط مرارة الواقع

ويصف الفلسطيني أبو سيف لبلينكس، معاناته مع الحرب منذ بدايتها، والتي اضطر فيها للنزوح الجبري من مسقط رأسه في خان يونس جنوب القطاع ، قبل أن يضظر حاليا للبقاء بعد أن أفقدته الحرب منزله، رغم قرب المسافة من خيمته الحالية إلى مسقط رأسه.
يقول أبو سيف: "منذ اللحظات الأولى للحرب، أجبرت على النزوح، فلدي زوجة وأم و6 من الأبناء أرعاهم، وخيار البقاء في بيتي في خان يونس، في وقت تقصف إسرائيل الأخضر واليابس، كان بمثابة انتحار، لهذا نزحت".
"لم تكن المشقة في ويلات السفر والنزوح وحدها، بل اشتد الوجع بمجرد أن وطأت قدماي منطقة المواصي لإقامة خيمتي"، يؤكد أبو سيف.

خيام جباليا أفضل.. حاليا

ورغم أن قرار وقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ منذ أسابيع، إلا أن الخوف ما يزال يساور الشاب الفلسطيني وعائلته.
يؤكد أبو سيف أن عودته إلى منزله في خان يونس ليست في خطته حاليا، وهي مرهونة بتوقف الحرب نهائيا ووصول الخدمات الأساسية للمنطقة من مياه وكهرباء وغيرها من الخدمات التي تصلح للعيش.
حال أبو سيف، هو حال المئات من الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم مرّة أخرى بسبب فقدان المنازل، ويفضلون البقاء في المخيمات حتى يتم البدء في إعادة إعمار أولية على الأقل.
ورغم مرارة الفقدان والخسارة، يأمل أبو سيف في أن تعود الحياة إلى سابق عهدها، ويعود الغزّيون إلى أعمالهم، وألا تعود الحرب مجددا.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة