"يوم دمعت عين أوجلان".. ما قصة الزعيم الكردي المسجون؟
فجّر زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، جدلا واسعا بعدما طالب حزبه ومناصريه بإلقاء السلاح وحل نفسه، في رسالة قرأها حزب مؤيد للأكراد في تركيا.
وبرسالته التي شغلت الرأي العام في تركيا والمنطقة، عاد أوجلان إلى عناوين وكالات الأنباء من جديد بعد سجنه لأكثر من 25 عاما، وبدأ الحديث عن إنهاء الصراع بين الأكراد والدولة التركية قبل عقود.
فماذا نعرف عن الزعيم المسجون؟
أسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978 في تركيا، وبعدها انتقل إلى سوريا في عام 1980، وسمح له الرئيس الأسبق حافظ الأسد بالبقاء في الأراضي السورية وإقامة معسكرات تدريب امتدت إلى الأراضي اللبنانية.
وبعد سنوات من العمل، شن الحزب عمليات عسكرية في تركيا ومناطق أخرى، وبدأ الحديث عن تشكيل أقاليم تتحول فيما بعد إلى وطن قومي للأكراد في المنطقة.
روى عبد الحليم خدام، نائب رئيس سوريا السابق، تفاصيل المقابلة الأخيرة مع الزعيم الكردي في بلاده، قبل أن يضطر إلى الخروج لمواجهة مصيره المحتوم.
وقال خدام إنه بعد مقابلته الأخيرة مع أوجلان، كانت الدموع في عينيه، مضيفا في تصريحات نشرتها صحف سورية: "لم يكن من السهل أن تخبر شخصا أنه سيذهب إلى الموت، كنت أثق أن هذا سيكون اللقاء الأخير".
وبعد إبلاغ سوريا أوجلان بضرورة مغادرة البلاد، اتجه إلى اليونان ثم إلى روسيا ومنها إلى إيطاليا ثم ابتعد إلى نيروبي، حيث تعرض للاعتقال هناك.
بعد أن اختفى أوجلان في سوريا لفترة، اتُهمت دمشق بأنها تدعم حزب العمال الكردستاني، ما تسبب في أزمة بين تركيا وسوريا، وطالبت أنقرة دمشق بعدم تقديم الدعم لأوجلان وعناصره المسلحة.
وتحت الضغط اتجه أوجلان إلى أوروبا، أملا في الحصول على اللجوء السياسي، لكنه اعتقل في عام 1999 على يد المخابرات التركية في كينيا، ونقل إلى أنقرة لمحاكمته هناك.
حوكم أوجلان أمام القضاء التركي، وصدر ضده حكم بالإعدام، ألغته أنقره عام 2002، وتحول بعد ذلك إلى حكم بالسجن مدى الحياة خلف القضبان التركية.
وجاءت ظروف اعتقال ومحاكمة أوجلان لتصنع منه بطلا يجسد رمز المقاومة في نظر الأكراد الذين أكملوا مسيرته التي بدأها قبل نحو 40 عاما.
نُقلت عن أوجلان رسالة من زنزانته قال خلالها: "اعقدوا مؤتمركم واتخذوا قرارا، يجب على كل المجموعات إلقاء السلاح، وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه".
وأثيرت تساؤلات حول مدى حرية أوجلان في التعبير واتخاذ قرارات مصيرية، وشكك دبلوماسيون غربيون من أن الزعيم الكردي قد يتحدث دون قيود مفروضة عليه داخل السجن، ما يؤثر على مصداقية الرسالة.
ورحبت تركيا برسالة الزعيم الكردي، وتأمل أنقرة في أن تنهي عقودا من الصراع بينها وبين حزب العمال الكردستاني، في انتظار لرد فعل إيجابي من أنصاره.