بدء مفاوضات "المرحلة التالية".. تمديد هدنة أو نهاية للحرب؟

أعلنت مصر أن مفاوضات "المرحلة التالية" من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بدأت يوم الخميس بالقاهرة، مما حال دون انهيار الاتفاق قبل انتهاء المرحلة الأولى منه يوم غد السبت.

وكانت إسرائيل أعلنت الخميس عن إرسال مفاوضين إلى القاهرة لإجراء محادثات في مسعى لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي من المقرر أن تنتهي السبت، حيث تهدف، فيما يبدو، لتأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين مع تأخير أي اتفاق نهائي بشأن مستقبل غزة.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية في بيان إن مسؤولين من إسرائيل وقطر والولايات المتحدة بدأوا يوم أمس الخميس "مناقشات مكثفة" بشأن "المرحلة التالية" من وقف إطلاق النار، ولم تكشف صراحة إذا كانت هذه المناقشات تهدف لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار أو البدء فعليا بوضع خطة المرحلة الثانية، التي تنتهي بإعلان وقف الحرب.

وأضاف البيان أن "الوسطاء يبحثون أيضا سبل تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في إطار الجهود المبذولة لتخفيف معاناة السكان ودعم الاستقرار في المنطقة".

وتهدف محادثات المرحلة الثانية، إذا حصلت، إلى التفاوض على إنهاء الحرب، بما في ذلك عودة جميع الرهائن المتبقيين في غزة الذين لا يزالون على قيد الحياة، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. أما عودة الرهائن القتلى المتبقين فستجري في المرحلة الثالثة.

ووفقًا لإسرائيل، هناك 59 رهينة متبقية، 24 منهم يعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة.

وسيكون من الصعب التوفيق بين الاتفاق وأهداف الحرب التي دعا إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طالب بتفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية.

وقبل ساعات من بدء المحادثات، قال مسؤول إسرائيلي إن بلاده لن تنسحب من ممر استراتيجي في قطاع غزة (ممر فيلادلفيا) كما هو مقرر في اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الرفض الذي قد يعقد المفاوضات مع حماس ومصر الوسيط الرئيسي في لحظة حساسة بالنسبة للهدنة الهشة.

وقالت حماس إن أي محاولة إسرائيلية للاحتفاظ بمنطقة عازلة في الممر ستكون "انتهاكا صارخا" لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأضافت أن الالتزام بالاتفاق هو الطريقة الوحيدة لضمان إطلاق سراح العشرات من الرهائن الذين لا يزالون في غزة.

ومن المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من ممر فيلادلفيا يوم غد السبت، وهو اليوم الأخير من المرحلة الأولى، وأن تكمل الانسحاب في غضون ثمانية أيام.

وقال مسؤولان حكوميان لرويترز إن إسرائيل تسعى إلى تمديد المرحلة الأولى، على أن تطلق حركة حماس سراح ٣ رهائن كل أسبوع مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل.

ولم تتطرق حماس أو إسرائيل إلى ما يمكن أن يحدث بعد يوم السبت إذا انتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار دون اتفاق.

وشهدت المرحلة الأولى تسليم 33 رهينة إسرائيلية مقابل نحو 2000 سجين فلسطيني. كما توقف القتال وانسحبت القوات الإسرائيلية من بعض المواقع في قطاع غزة.

وكان مفترضا أن تبدأ إسرائيل وحماس المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار، لكن لم تظهر أي مؤشرات تذكر على إحراز تقدم.

وتهدف المرحلة الثانية إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.