عام على "عملية البيجر".. خطة بدأت بعيون حزب الله وانتهت برأسه
في 17 سبتمبر 2024، انفجر آلاف من أجهزة البيجر التي كان يحملها أعضاء من جماعة حزب الله في وقت متزامن، وأعقبها بعد يوم انفجار أجهزة لاسلكية أخرى (ووكي توكي)، ما أشعل فتيل حرب مدمرة بين إسرائيل وحزب الله، ترك الجماعة في حالة ضعف شديد وأدى إلى تدمير مناطق واسعة من لبنان.
تفجير آلاف البيجر وأجهزة الاتصال على مدار يومين، شكل نقطة تحول في المواجهة مع الحزب، والتي وصلت إلى اغتيال زعيمه حسن نصر الله بعد عشرة أيام، في 27 سبتمبر 2024.
العملية الإسرائيلية وجهت إلى حزب الله واحدة من أشد الضربات في تاريخه، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة CBS الأميركية، قال أحد عملاء الموساد إن أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله شاهد أجهزة البيجر تنفجر مع مرافقين في مخبئه. وعلى الرغم من أن نصرالله لم يُصب في تلك الهجمات، إلا أن الخطاب الذي ألقاه بعد يومين أكد أن حزب الله "تلقى أقسى ضربة في تاريخه" ووصفها بأنها "غير مسبوقة".
العملية بدأت في 17 سبتمبر
في 17 سبتمبر 2024، انفجر آلاف من أجهزة البيجر التي كان يحملها أعضاء من جماعة حزب الله في وقت متزامن، وأعقبها بعد يوم انفجار أجهزة لاسلكية أخرى (ووكي توكي).
وأدت التفجيرات إلى مقتل 39 شخصا وإصابة أكثر من 3400 آخرين، بينهم أطفال ومدنيون كانوا بالقرب من الأجهزة لحظة انفجارها.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد شهرين من وقوع الانفجارات، إن رئيس الوزراء هو من أعطى الضوء الأخضر لشن هذا الهجوم.
وكشف تحقيق أجرته رويترز أن إسرائيل أخفت شحنة صغيرة لكنها شديدة الانفجار من مادة متفجرة بلاستيكية مع صاعق تفجير داخل آلاف من أجهزة البيجر التي اشترتها الجماعة.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية فهذه الأجهزة كانت قد تم بيعها لحزب الله عبر شركة وهمية في هنغاريا، كانت خلفها المخابرات الإسرائيلية "الموساد".
وحمل هذه الأجهزة مقاتلون إضافة إلى أفراد من مراكز الخدمات الاجتماعية والطبية التابعة للحزب.
في اليوم التالي لتفجيرات البيجر، ألقى رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، الذي تم اغتياله بتاريخ ٣ أكتوبر 2024، خطابًا خلال جنازة قتلى عملية البيجر في بيروت، مهددًا إسرائيل برد قوي، في الوقت نفسه، بدأت الموجة الثانية من الانفجارات، هذه المرة لأجهزة الاتصال (ووكي توكي) التابعة لعناصر الحزب.
وأسفرت العمليات عن عشرات القتلى وآلاف الجرحى بين صفوف الحزب، ومن بين الجرحى كان السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني.
الخطوة الأولى التي أشعلت فتيل الحرب
واعتُبرت عملية البيجر نقطة تحول في المواجهة بين إسرائيل وحزب الله. بعد أيام منها بدأت إسرائيل ضرب ما قالت إنه مخزون استراتيجي للحزب من الصواريخ، وبحلول نهاية سبتمبر، قامت إسرائيل باغتيال نصر الله، وكانت البداية الفعلية للحرب بين الطرفين.
الضربة القاضية.. اغتيال نصرالله
وكانت طائرات حربية إسرائيلية اغتالت نصرالله في 27 سبتمبر 2024، في سلسلة غارات شنتها على مقر الحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وبعد ٤ أيام من اغتيال نصرالله، انتُخب صفي الدين أميناً عاماً للحزب، واغتالته الطائرات الحربية الإسرائيلية في الثالث أكتوبر في غارات على الضاحية الجنوبية بيروت.
واعتبر عملية اغتيال نصرالله ضربة قاصمة لحزب الله، حيث شكل نقطة تحول في تاريخ الحزب، توقعت
دراسات أن يكون لها تداعياتها على مصيره، ومستقبله مواجهاته المسلحة مع إسرائيل.
وخلال العام الماضي، أقر قادة حزب الله، وبينهم أمينه العام نعيم قاسم، أن عملية البيجر كانت فشلاً كبيرًا من جانب الحزب الذي لم يكتشفها.
زينب مستراح التي كانت تدير شركة لتنظيم الفعاليات في بيروت، واحدة من عشرات المدنيين ضحايا تفجيرات البيجر.
مستراح، 27 عاما، تخضع منذ عام لعمليات جراحية مختلفة لإنقاذ ما تبقى من يدها اليمنى وعينيها، بعد أن تعرضت لتشوهات عندما فجرت إسرائيل أجهزة البيجر.
وقالت لرويترز إنها كانت تعمل من منزلها عندما أصدر جهاز البيجر الذي يخص أحد أقاربها صوت صفير وكأنه يتلقى رسالة، ثم انفجر دون أن تلمسه. ورغم أنها لم تفقد الوعي، فإنها أصيبت بجروح بالغة في وجهها ويدها.
أجرت زينب العام الماضي 14 عملية جراحية، بعضها في إيران، ولا يزال أمامها سبع عمليات تجميلية. وفقدت زينب أصابع يدها اليمنى و90 بالمئة من بصرها.
أجرى إلياس جرادي النائب في البرلمان وجراح العيون عشرات العمليات لمصابين في تفجيرات البيجر، وقال إن بعض الحالات ستضطر إلى تلقي العلاج طوال العمر.
وقال لرويترز "أغلبيتهم بحاجة لعدة عمليات هذه السنة وأجرينا عدة عمليات وأغلبيتهم يحتاجون لمتابعة كل العمر ولا أعتقد أن تقف رحلة العلاج في مطرح معين، لا رح تستمر".
ووصف فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الانفجارات في ذلك الوقت بأنها "صادمة"، مؤكدا أن آثارها على المدنيين "غير مقبولة".
وأضاف أن استهداف آلاف الأشخاص في وقت متزامن دون معرفة دقيقة بمن يحمل تلك الأجهزة أو مكانهم "ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني".