صراعات‎

إسرائيل ترسم "الخط الأصفر" في غزة.. وحادث رفح يهدد الاتفاق

نشر
blinx
بدأ الجيش الإسرائيلي بترسيم ما يسمى بالخط الأصفر، في وقت نفذ هجوما جويا على جنوب غزة، الأمر الذي وصفته رويترز أنه يخفّض الآمال بأن اتفاق وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى سلام دائم في القطاع.

ترسيم الخط الأصفر

وتظهر صورة من غزة تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كتلا خرسانية مطلية باللون الأصفر وعلامات معدنية صفراء سيتم تثبيتها عليها، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أمر بوضع العلامات المادية بحيث تكون حدود سيطرة الجيش في القطاع مرئية بوضوح.
وأضاف أن هذه العلامات ستكون بمثابة تحذير "لعناصر حماس وسكان غزة بأن أي انتهاك أو محاولة لعبور الخط سيتم الرد عليها بالنيران".

غارات على رفح تهدد الاتفاق

تزامنا أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو نفذت ضربات جوية في منطقة رفح للقضاء على تهديد بعد أن أطلق مسلحون النار على جنود.
ويضعف هذا التطور الآمال في أن يؤدي وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة إلى إنهاء الحرب بشكل نهائي في وقت تبادلت فيه إسرائيل الاتهامات مع حركة حماس بانتهاك الاتفاق.
وقال فلسطينيون في قطاع غزة لرويترز إنهم سمعوا دوي انفجارات وأعيرة نارية في رفح جنوب القطاع، وقال شهود بشكل منفصل إن إطلاقا كثيفا لقذائف دبابات إسرائيلية وقع في بلدة عبسان قرب خان يونس في جنوب القطاع.
كما سمع شهود في خان يونس صوت موجة من الغارات الجوية على رفح في بداية ظهيرة اليوم الأحد.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين في غزة أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وفتحوا النار على القوات الإسرائيلية العاملة في منطقة رفح بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وتشكل الهجمات الإسرائيلية اليوم الأحد الاختبار الأخطر لوقف إطلاق نار هش بالفعل دخل حيز التنفيذ في 11 أكتوبر.

حماس تتبرأ من الهجوم

ولاحقا تبرأ الجناح العسكري لحركة حماس من الهجوم على القوات الإسرائيلي في رفح.
وأكدت كتائب القسام "التزامها الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة".
وأشار البيان إلى أن "منطقة رفح تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك (..) وعليه فلا علاقة لنا بأية أحداث تقع في تلك المناطق".

نتنياهو يهدد

وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات للجيش بالتحرك بقوة ضد أهداف في قطاع غزة، متهما حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان "في أعقاب انتهاك حماس لوقف إطلاق النار، عقد رئيس الوزراء نتنياهو مشاورات مع وزير الدفاع وكبار المسؤولين الأمنيين، وأصدر توجيهاته بتحرك قوي ضد الأهداف في قطاع غزة".

خلاف على معبر رفح

وفي رفع أيضا أبقت إسرائيل على إغلاق المعبر وقال رئيس نتنياهو إن المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيظل مغلقا حتى إشعار آخر وإن إعادة فتحه ستعتمد على تسليم حركة حماس لجثث الأسرى المتوفين.
جاءت تصريحات نتنياهو بعد أن أعلنت السفارة الفلسطينية في القاهرة إعادة فتح معبر رفح اعتبارا من يوم الاثنين "لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في جمهورية مصر العربية والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر".
وردت حماس على قرار نتنياهو بالتأكيد أن "منع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر يعد خرقا فاضحا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنكرا للالتزامات التي تعهد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة".
وأضافت في البيان أن "استمرار إغلاق معبر رفح ومنع خروج الجرحى والمرضى وحركة المواطنين في الاتجاهين ومنع إدخال المعدات الخاصة اللازمة في عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض ومنع دخول التجهيزات والفرق المختصة بفحص الجثث والتأكد من هويتها سيؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث".

حماس تنتهك الاتفاق؟

وتتبادل الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس منذ أيام الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر اليوم إنها تلقت "تقارير موثوقة" تشير إلى انتهاك وشيك للاتفاق من قبل حماس ضد سكان غزة.
وأضافت الوزارة في بيان "في حال مضت حماس قدما في هذا الهجوم، فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار". ولم تقدم أي تفاصيل بهذا الشأن.

حماس ترد

رفضت الحركة البيان الأميركي جملة وتفصيلا، وقالت إن "هذه الادعاءات الباطلة تتساوق بشكل كامل مع الدعاية الإسرائيلية".
واتهمت حماس إسرائيل بأنها "هي التي شكلت وسلحت ومولت عصابات إجرامية نفذت عمليات قتل وخطف، وسرقة شاحنات المساعدات، وسطو ضد المدنيين الفلسطينيين".
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه سيبحث السماح للقوات الإسرائيلية باستئناف القتال في غزة إذا لم تمتثل حماس لالتزاماتها بموجب الاتفاق الذي توسط فيه.

هل يصمد الاتفاق؟

يبرز الخلاف بشأن إعادة الجثث هشاشة وقف إطلاق النار، بحسب رويترز، ما يهدد بعرقلة الاتفاق إلى جانب قضايا رئيسية أخرى مدرجة في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب.
وبموجب الاتفاق، أفرجت حركة حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء الذين ظلت تحتجزهم لمدة عامين، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي معتقل وسجين فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
لكن إسرائيل تقول إن حماس تتباطأ في تسليم جثث الرهائن، وتقول الحركة إن العثور على بعض الجثث وسط الدمار الواسع في غزة يحتاج إلى وقت.
ويقضي الاتفاق بأن تعيد إسرائيل 360 جثة لمقاتلين فلسطينيين مقابل رفات الرهائن الإسرائيليين، وسلمت إسرائيل حتى الآن 15 من جثث المقاتلين مقابل كل جثة رهينة تسلمتها.
ولا تزال هناك عقبات كبيرة أمام خطة ترامب لإنهاء الحرب، ولم تُحل بعد قضايا رئيسية تتعلق بنزع سلاح حماس وكيفية إدارة غزة، وتشكيل "قوة استقرار" دولية والخطوات اللازمة من أجل إقامة دولة فلسطينية.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة