اختبار الردع النووي وتعثر التفاوض يعيدان تموضع أوروبا

انطلقت من قاعدة فولكل الهولندية مقاتلة إف-35 غير محمّلة بقنبلة نووية ضمن مناورة "ستيدفاست نون" لاختبار نظام الأسلحة النووية لدى الناتو، في تمرين مخطّط له منذ فترة طويلة لكنّه يأتي بعد توغلات عدة لطائرات مسيّرة روسية في أجواء دول الحلف، وبمشاركة أكثر من 70 طائرة من 14 دولة ونحو ألفي عنصر حول بحر الشمال، وقد أكّد مسؤولون في الحلف أنّ الهدف هو أداء المهمة بجدية وإظهار المسؤولية والشفافية، مع التشديد على أنّ الردع يقوم على الكفاءة والمصداقية والتواصل، حسب فرانس برس.

تصف بروكسل نفسها اليوم كمدينة تستعدّ للمواجهة، ففي خطاب "حال الاتحاد" شدّدت أورسولا فون دير لاين على أنّ "أوروبا في معركة" وأنّ خطوط نظام عالمي جديد تُرسَم الآن، فيما تُحذّر الأجهزة الأوروبية من اقتراب الخطر وتنامي نفوذ "قادة أقوياء" مثل دونالد ترامب وفلاديمير بوتين وشي جين بينغ، وعلى وقع ذلك تميل سياسات الاتحاد إلى البراغماتية التجارية والتشدّد في ملفات الهجرة، مع قبول مؤلم بأنّ الاعتماد الأوروبي على القدرات الأميركية الحيوية في الدفاع سيستمرّ وأنّ تعويضه لن يكون ممكنًا خلال أقلّ من عقد، حسب ذي إيكونوميست.

رغم إعلان دونالد ترامب إرجاء لقاء مع فلاديمير بوتين إلى أجل غير مسمّى بعد امتعاضه من رفض موسكو وقف إطلاق النار في أوكرانيا، أكّدت روسيا أنّ التحضيرات للقمة متواصلة، مذكّرة بأنّ قمة ألاسكا في أغسطس لم تُثمر اتفاق سلام، وأنّ طرح عقد اجتماع في بودابست أُلغي لعدم الجدوى بحسب ترامب، فيما قال دميتري بيسكوف إنّ أحدًا لا يريد إهدار الوقت وأكّد سيرغي ريابكوف استمرار التحضيرات، وفق فرانس برس.

اعتبر فولوديمير زيلينسكي أنّ اقتراح ترامب بالتفاوض على أساس خط التماس الحالي "حلّ وسط جيّد" مع التشكيك في قبول بوتين به، في وقت دعا الرئيس الأميركي إلى وقف فوري عند خطوط الاشتباك الحالية، لكن الجهود لوقف الحرب تبدو عالقة مجدّدًا، ومع تأجيل ترامب للقاء المرتقب في بودابست تؤكد موسكو أنّ الاستعدادات لا تزال قائمة، حسب فرانس برس.