صراعات‎

تنظيم مهزوم ميدانيا ونشط رقميا.. الوجه الجديد لـ"داعش"

نشر
blinx
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن تنظيم داعش فقد منذ أكثر من ست سنوات الكيان الجغرافي الذي أعلن عنه في سوريا والعراق، لكنه لم يفقد حضوره العالمي، إذ ما يزال يلهم أعمال عنف فردية في دول غربية.
وبحسب الصحيفة، تحول التنظيم من قوة عسكرية تسيطر على الأرض إلى ظاهرة أيديولوجية عابرة للحدود، تعتمد بشكل أساسي على الإنترنت والفضاء الرقمي للحفاظ على تأثيرها واستقطاب عناصر جديدة.

تغيير النمط إلى الذئاب المنفردة

أوضحت وول ستريت جورنال أن تنظيم داعش، الذي أعلن نفسه عام 2014 وسيطر حينها على مساحات واسعة من سوريا والعراق، هزم عسكريا بعد سنوات من العمليات التي قادها التحالف الدولي، إلا أن هذا السقوط لم ينه قدرته على الإرهاب، بل دفعه إلى تغيير نمط عمله.
وبحسب الصحيفة، باتت الغالبية الساحقة من الهجمات المرتبطة بالتنظيم في الغرب تنفذ على يد أفراد يعملون بشكل منفرد، من دون ارتباط تنظيمي مباشر. وتشير بيانات نقلتها الصحيفة عن معهد الاقتصاد والسلام إلى أن نحو 93٪ من الهجمات الإرهابية القاتلة في الدول الغربية خلال السنوات الخمس الماضية نفذها "ذئاب منفردة".
ويؤكد مسؤولون أمنيون أن هؤلاء المنفذين غالبا ما يعلنون الولاء للتنظيم بعد تنفيذ الهجوم، رغم عدم تلقيهم أوامر مباشرة منه.

الإنترنت والذكاء الاصطناعي كأدوات مركزية

بحسب تقرير وول ستريت جورنال، يعتمد تنظيم داعش اليوم على بنية دعائية رقمية معقدة، تضم خوادم في "الدارك ويب"، ومواقع محمية بكلمات مرور، وحسابات متحركة على منصات التواصل الاجتماعي.
ونقلت الصحيفة عن خبراء في مكافحة الإرهاب قولهم إن الفضاء الرقمي أصبح "العنصر الحاسم" في عملية التجنيد والتحريض.
وأشار التقرير إلى أن التنظيم يستغل الأحداث الدولية، ولا سيما الحرب في غزة، لربطها بخطاب "التطرف العالمي" وتحفيز أعمال عنف فردية. كما أوردت الصحيفة أن التنظيم بدأ يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لترجمة دعايته تلقائيا إلى لغات متعددة، ولإنتاج مواد تعليمية تتضمن إرشادات لصنع عبوات ناسفة بدائية أو أسلحة باستخدام أدوات منزلية أو الطباعة ثلاثية الأبعاد، قبل نشرها عبر تطبيقات مراسلة مشفرة.

تحديات متزايدة أمام الأجهزة الأمنية والمنصات

لفتت وول ستريت جورنال إلى أن هذا التحول يطرح تحديات كبيرة أمام أجهزة الأمن ومنصات التكنولوجيا، إذ أصبح من الصعب رصد المحتوى المتطرف قبل تحوله إلى عنف فعلي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمميين وأوروبيين أن أعمار المتأثرين بدعاية التنظيم باتت أصغر، مع تسجيل حالات توقيف لقاصرين ومراهقين خططوا لهجمات بعد تعرضهم للتطرف عبر الإنترنت.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المحتوى المرتبط بالتنظيم يعاد نشره مرارا حتى بعد حذفه، مستفيدا من حسابات جديدة وصيغ معدلة لتفادي الرقابة.
ورغم تأكيد شركات مثل ميتا وتيك توك أنها تحذف ملايين المقاطع والحسابات المرتبطة بالتطرف، يرى خبراء نقلت عنهم الصحيفة أن سرعة انتشار المحتوى العنيف ما تزال تفوق قدرة المنصات على احتوائه، ما يسمح للتنظيم بالحفاظ على تأثيره الرمزي رغم غيابه عن الأرض.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة