الليطاني في لبنان "يضخ فيروس الالتهاب الكبدي"

تُصرّف مياه الصرف الصحي مباشرة في نهر الليطاني من نحو 96 بلدة في البقاع، حسب ما أكّد رئيس مصلحة الليطاني، سامي علوية، لبلينكس.

وتقدّر كمية التصريف في النهر بنحو 50 مليون متر مكعب، وفقا للمصلحة.

وتبرز أهمية نهر الليطاني، أكبر وأطول أنهر لبنان، في إنتاج الطاقة الكهرومائية وتأمين مياه الري والشرب للبقاع والجنوب والساحل بهدف تنمية القطاع الزراعي والكهربائي ليكون مصدرا أساسيا للمياه.

إلا أن الشريان الأساسي يعاني منذ سنوات من التلوث، وذلك من دون أي مشروع للمعالجة من قبل الجهات المختصة. وأوضح علوية لبلينكس أن التلوث تسرّب من النهر إلى المياه الجوفية، مما يزيد الأزمة تعقيدا.

بعد تلقي تقارير عن الحالات التي نُقلت إلى المستشفيات، فحص فريق من وزارة الصحة، نسبة مادة تطهير المياه، الكلور. وكانت النتيجة سلبية، فلم يُعثر على النسبة المطلوبة من الكلور الضروري لمكافحة الجراثيم.

تفرض معايير السلامة أن تكون نسبة الكلور في المياه مرتفعة إلى حد التخلّص من الجراثيم. لكن بعد ارتفاع عدد المصابين بالالتهاب الكبدي، Hepatitis A، الشهر الحالي، توجّهت وزارة الصحّة إلى بلدة كامد اللوز لأخذ عيّنات من المياه، حسب ما قالت رئيسة برنامج الترصد الوبائي، ندى غصن، لبلينكس.

وشرحت غصن أنهم يفحصون العيّنة على مرحلتين: الأولى عبارة عن فحص سريع لنسبة الكلور، وتبيّن من خلاله أن النسبة ليست كافية لقتل الجراثيم.

أما الفحص الثاني، والذي يحتاج إلى أيام، أصدر النتيجة عينها.

لذلك، قالت غصن لبلينكس إن البعض من مياه الآبار الممتدة إلى المنازل، غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي تسبب أمراض متعدّدة مثل الالتهاب الكبدي والكوليرا وغيرها من الفايروسات.

اللافت أن هذه المشكلة ليست جديدة، ولا يعتبر الـHepatitis A وباء في لبنان، فعدد الإصابات في لبنان أكثر من 300 ألف إصابة، معظمها في الشمال، وفقا لتصريحات غصن.

البلديات ومؤسسة المياه، هما طرفان أساسيان مسؤولان عن تكرير المياه. ومصلحة الليطاني رفعت كتابا تطالب فيه مؤسسة المياه في البقاع عن معالجة المياه، لكن من دون جدوى.

وشدّدت مؤسسة المياه على أن المياه صالحة للاستخدام، وكمية الكلور كافية للتكرير ولا تضر بالمستخدمين، وفق ما أشار علوية.

في هذا السياق، حاولنا التواصل مع وزير الطاقة والمياه اللبناني، وليد فيّاض، الذي قال: "لماذا يعتقدون أنه إهمالا من جانبنا؟ هل يعرفون كم تبلغ ميزانية وزارة الطاقة والمياه؟".

وأصر على ضرورة عقد اجتماع ثلاثي مع رئيس مصلحة مياه الليطاني، سامي علوية، لاطلاع أكثر على الموضوع.

كما حاولنا التواصل مع مؤسسة مياه البقاع للاستفسار عن موقفهم، لكن من دون جدوى.

أما فيما يتعلق بمخيمات اللاجئين السوريين، فحمل وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، المسؤولية كاملة لليونيسيف، مشيرا في بيانه إلى أن مهامها تتضمن تأمين المياه النظيفة للمخيمات وسحب مياه الصرف الصحي الآسنة.

من جهتها، تقول نائبة ممثل اليونيسف في لبنان، إيتي هيغنز، إن المشكلة تكمن في نقص المنح المالية المتخصصة في مجال الصحة، ما انعكس تلقائيا على الخدمات المقدمة.