قناة السويس.. شريان التجارة "ينزف" ويبحث عن حلول

بعد اندلاع الحرب على غزّة من قبل إسرائيل، شنّت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، هجمات متكرّرة على البحر الأحمر لتعطيل حركة السفن المتجهة لإسرائيل.

بحسب المهندس وائل قدّور، نائب رئيس هيئة قناة السويس الأسبق، تنقسم الهجمات لنوعين:

• الأول: موجه ضد السفن المتجهة لإسرائيل.

• الثاني: يتم وفقاً لجنسية السفينة، إذ تتم مهاجمة السفن التي تحمل جنسيات دول معروفة موالاتها لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

هجمات الحوثيين على البحر الأحمر دفعت 70% من السفن العابرة للقناة، لتغيير مسارها، بحسب نائب رئيس الهيئة الأسبق، الذي أوضح لبلينكس، أن كبرى شركات الشحن فضلت طريق رأس الرجاء الصالح، وهو الطريق الأطول من مسار القناة بنحو 10 أيام، والأكثر كلفة أيضاً، ولكنه آمن.

وكانت 18 شركة شحن قد أعلنت تغيير مسارها من قناة السويس لطريق رأس الرجاء الصالح خلال يناير الماضي.

قيمة التراجع التي أعلنها الرئيس المصري لإيرادات قناة السويس قبل أيام، بلغت 376 مليون دولار خلال يناير 2024، وبنسبة 46% على أساس سنوي.

وسجلت قناة السويس إيرادات بلغت 428 مليون دولار في يناير الماضي، مقارنة بـ802 مليون دولار بنهاية يناير 2023.

ويتوقع المهندس قدّور في حديثه مع بلينكس، استمرار التراجع في إيرادات القناة خلال فبراير الحالي، بنسب تتراوح بين 58% و60%.

وأوضح قدّور أن تراجع حركة المرور في قناة السويس مستمر ما دامت الحرب متواصلة على غزّة، متوقّعاً أن تصل إيرادات القناة لـ5 مليارات دولار بنهاية العام الجاري، مقارنة بنحو 10 مليارات حققتها في 2023.

المسؤول الأسبق قال إن المخاوف من ازدياد تراجع الإيرادات يرجع أيضاً إلى موافقة الاتحاد الأوروبي على إطلاق قوة بحرية في البحر الأحمر للتصدّي لهجمات الحوثيين، وهو ما يوسع دائرة جنسيات السفن المستهدفة.

على المدى القصير، بدائل قناة السويس أكثر كُلفة من حيث مدة الإبحار وتكلفة التأمين وهي رأس الرجاء الصالح، ولذا فهي بدائل غير عملية وغير اقتصادية ومؤقتة.

لكن البديل الحقيقي لقناة السويس سيدخل الخدمة بكامل طاقته مع اقتراب 2050، وهو طريق بحر الشمال، كما يوضح وائل قدور.

وأوضح أن طريق بحر الشمال سيكون طريقاً مؤثراً وحيوياً، وقد "يسحب البساط من قناة السويس، ولكن بعد عام 2050، لأنه من المتوقع أن تساهم التغيرات المناخية في إذابة الثلوج من القطب الشمالي، ما يسهّل حركة السفن، وهو من المتوقع أن يخفض مدة وتكلفة العبور من أوروبا لآسيا 40% عن قناة السويس".

وتخطط روسيا منذ سنوات طويلة لبناء أقصر طريق ملاحي يربط بين أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما يُعرف بمشروع طريق بحر الشمال (NSR).

استعادة قناة السويس للمعدلات الطبيعية لحركة التجارة العالمية، مرهونة بعدة عوامل، بحسب قدور، من بينها:

• نجاح محاولات وقف الحرب في غزّة.

• نجاح القوة البحرية للاتحاد الأوروبي التي بدأت مهمتها مؤخراً في البحر الأحمر في ردع الهجمات.

وقد تساهم بعض القرارات الإدارية للقناة، في تقليل حدة التراجع، مثل خفض رسوم المرور، وخفض تكلفة التأمين، إلى جانب الإعلان بصفة يومية عن السفن المارة لتوضيح عدم علاقتها بإسرائيل، وبالتالي لا يتم استهدافها من الحوثيين من جانب، ولطمأنة السفن المارة من جانب آخر.