"الخلاعة".. نفقات أخرى تُفسد صيف تونسيين

يقول حسام لبلينكس إنه صُدم من القفزة التي سجلتها أسعار المنتجعات والفنادق هذا العام.

فقضاء ليلة لشخص واحد في فندق من فئة 4 نجوم يتطلب بين 500 و3 آلاف دينار، أي من 175 إلى ألف دولار، ما يعني كزوج وأب لطفلة، فسيدفع ما لا يقل عن ألف و500 دولار مقابل قضاء 3 ليال فقط في أحد الوحدات السياحية بمنطقة الحمامات الساحلية، وهو ما يعادل تقريبا دخله طيلة شهرين من العمل.

في سياق متصل، يؤكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات السفر، أحمد بالطيب لبلينكس أن الأسعار ستشهد في ذروة هذا الموسم، شهري يوليو وأغسطس، ارتفاعا بنحو 25% مقارنة بالعام الماضي، بسبب ارتفاع نسب التضخم، ما أدى إلى زيادة أسعار كل المواد، بما في ذلك كلفة الكهرباء والغاز والماء والمواد الغذائية.

وتعليقا على هذا التوضيح، يقول حسام إن التضخم في ارتفاع مستمر بكل دول العالم خاصة عقب الأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا، فالأمر لا يقتصر على تونس فحسب، وفق قوله.

ويقول "من بين المفارقات الأخرى أن السائح الأجنبي يحظى بأسعار تفاضلية مقارنة بالتونسيين، فالإعلانات على المواقع المختصة تكشف أن السائح الروسي مثلا يمكنه قضاء عطلة مريحة وطويلة على شاطئ محافظة سوسة مقابل 300 دولار فقط"، وفق حسام.

رغم اقتراب تبخّر أحلام حسام وزوجته في العثور على مكان مناسب لقضاء عطلتهم الصيفية بالمواصفات التي كانوا قد خططوا لها مسبقا، غير أنهم لن يتنازلوا عما يسمونه "الخلاعة"، أي قضاء أيام الصيف على شاطئ البحر، في سلوك مشابه لنصف التونسيين.

دراسة أجراها المعهد الوطني للاستهلاك قبل سنوات، كشفت أنه رغم قساوة الظرف الاقتصادي في البلاد، فإن الأسر التونسية تخصص ميزانية للاصطياف والاستمتاع بالعطل، وإن اقتضى الأمر حتى عبر الاستدانة والاقتراض من البنوك، ليتمكن 53% منهم من قضاء العطل خارج منازلهم.

جدير بالذكر أن أكثر من ثلث الأسر التونسية تستدين من البنوك لسداد نفقاتها، وفق تقرير لمرصد الخدمات المالية، وهو مؤسسة غير حكومية.

على اعتبار أن قضاء أياما على الشاطئ في صيف تونس الحار يعتبر من ضروريات أغلب التونسيين، فإن شريحة واسعة منهم وإن كانت قدرتها الشرائية باتت لاتسمح بالإقامة في الفنادق، فإنها تختار الشقق المفروشة التي تنتعش سوقها من أبريل إلى أكتوبر من كل عام.

غير أن أصحاب هذه الشقق والذين لا يخضعون لأي رقابة حكومية، يتحكمون في الأسعار بيد من حديد، خاصة بتوافد أعداد كبيرة من السياح الجزائرين.

فسعر ليلة في شقة تتسع لعائلة من 4 أفراد، على ساحل المهدية شرق البلاد، قد يصل إلى 600 دينار، أي ما يعادل نحو 200 دولار، علاوة على مصاريف الأكل والتنقل وغيرها.

هذا الارتفاع أعقبته حملات غاضبة على السوشيال ميديا تطالب بوضع حد لجشع أصحاب الشقق المفروشة ودور الضيافة.

من جهتها، تؤكد سامية، صاحبة نزل على شاطئ رجيش بالمهدية، أن استئجار الشقق صيفا هو مورد رزقها الوحيد، كما أنها لا تستغله إلا 3 أشهر في السنة، وعليها بعد مغادرة المستأجرين تسديد فواتير استهلاك الماء والكهرباء المرتفعة أصلاً.

يقول حسام مازحا إنه قد يفكر في السفر إلى تركيا عن طريق إحدى الوكالات التي توفر إمكانية الدفع بالتقسيط، وربما يستغل عطلته لزراعة الشعر الذي يتساقط يوما بعد يوم بسبب غلاء المعيشة في بلده، وستكون الرحلة أقل كلفة من البقاء في تونس، وفق قوله.