ضغط وصدمة وسيطرة.. ملامح ولاية ترامب الجديدة

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن ترامب سيضع الديمقراطية الأميركية تحت ضغوطات هائلة، بسبب سعيه إلى تقويض استقلال نظام العدالة خلال فترة ولايته الأولى، ومطالبته بالولاء الشخصي من المسؤولين في جميع أنحاء السلطة التنفيذية، وطرد كل من عارضه.

وتُثار العديد من المخاوف حول تصرف ترامب عقب عودته إلى البيت الأبيض هذه المرة، بعدما عرف كيفية تقييد النظام، ومع قائمة أكبر من المسؤولين الأكثر استعدادا لمساعدة على تطبيق نظامه.

وأشار التقرير إلى أن ترامب لن يهتم كثيرا بإبراز الأشخاص الذين تعلو أصواتهم ضد سياساته ما يعني زيادة عملية الإقصاء في ولايته، والاكتفاء بدائرته وعلى رأسهم جي دي فانس نائبه المنتخب، والملياردير إيلون ماسك، والمرشح المنسحب لصالحه روبرت إف كينيدي جونيور.

وسيصبح ترامب أول رئيس في الولايات المتحدة يُنتخب بعدما اتهم بالعنف السياسي، وهدد باستخدام الجيش الأميركي ضد الخصوم المحليين، وهو احتمال قد يشير إلى معارضة قوية ضده لكبح طموحاته التي لا حدود لها.

الاستقرار النسبي في الشؤون الداخلية والخارجية بالنسبة للولايات المتحدة بات تحت تهديد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أثبت من قبل أنه لا يعتمد على الثوابت الأميركية في العلاقات الخارجية.

ترامب سبق له الإشادة بزعماء الصين وكوريا الشمالية وروسيا، وأهان بعض حلفاء أميركا في أوروبا وآسيا، وبات استمرار الولايات المتحدة في مجلس حلف شمال الأطلسي محل شك مع ترامب.

وتترقب أوكرانيا موقف ترامب من استمرار تقديم المساعدات لها في حربها مع روسيا، حيث باتت الآن في خطر واضح، بعد أن تنتهي ولاية بايدن أكبر داعم لها في الحرب حتى الآن.

وسيكون صراع الشرق الأوسط على رأس أولويات ترامب الخارجية، وتشير التقارير الصحفية الأميركية إلى أنه لا يمكن التنبؤ بسلوك الرئيس المُقبل، الذي لم يظهر اهتماما بتهدئة التوترات الحالية.

وعلى المستوى الداخلي، سيخوض ترامب صدامات عدة، فقد كانت ضمن شعاراته الانتخابية "ترحيل المهاجرين غير الشرعيين"، والوعود بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 20% على السلع المستوردة.

وتُعد مسألة حظر الإجهاض أو تقييده بشدة على رأس الأشياء التي ستجلب معارك حقيقية لترامب في الداخل الأميركي، حيث شغلت القضية الرأي العام طوال الفترة الماضية.

وبسبب السيطرة على الكونغرس، سيكون لدى ترامب أفضلية تعيين القضاه الفيدراليين وقضاة المحكمة العليا، وهذا الأمر من شأنه ضمان سيطرة المحافظين على النظام القضائي لأجيال قادمة.

أثبت الرئيس السابق أنه يتمتع بنفوذ سياسي قوي في الولايات المتحدة، ورغم دعوات منافسته كامالا هاريس لما وصفته بـ"طي الصفحة" على سياسات عصر ترامب، تجاهل الشعب الأميركي الأمر وأعاده للبيت الأبيض.

ترامب تفوق على الديمقراطيين في الانتخابات مرتين في 2016 و2024، وعندما خسر أمام بايدن في 2020، وصف كثيرون أن فترة رئاسة الديمقراطي كانت السبب الذي أعاد ترامب للحياة السياسية في أميركا من جديد.

وظن البعض أن ترامب سيسقط نهائيا من الواجهة الأميركية بعدما اتهم جنائيا 4 مرات، وأدين مرة واحدة، واتهم بالاعتداء الجنسي، وقام بأشياء أخرى مثل توزيع النكات العنصرية، واستخدام لغة التهديد لخصومه.

ولم تنجح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في التفوق على ترامب مستغلة كل هذه الأمور، ويعود اللوم إلى الأداء الضعيف للديمقراطيين بسبب الولاية الأخيرة لبايدن، ونمو نفوذ ترامب.

وستظل الولايات المتحدة الأميركية تنتظر أول رئيسة في تاريخها بعدما أجهض ترامب محاولة كانت قريبة للغاية في 2016 لهيلاري كلينتون، ومحاولة أخرى لهاريس في انتخابات 2024.

قال ترامب من قبل إنه سيطرد المستشار الخاص الذي قاد التحقيقات الفيدرالية والملاحقات القضائية ضده، ليكون من المرجح أن تسقط وزارة العدل في إدارة دونالد الجديدة كل التهم الموجهة إليه.

وعانى الرئيس الأميركي السابق والمرشح الفائز بالانتخابات الحالية، من اتهامات حول وثائق سرية وقضايا تدخل في الانتخابات، لكن كلها يمكن أن تُسقط بعد فوزه بالانتخابات.

ولا يوجد شك حول قيام المدعي العام المعين من ترامب بإسقاط التهم بعد فترة وجيزة من تسلم منصبه الجديد، لكن قبل ذلك قد يواجه دونالد حكما.

وسيخضع ترامب لجلسة استماع هذا الشهر في مانهاتن حول إدانته بجرائم جنائية، وذلك رغم أنه بات الآن رئيسا منتخبا للولايات المتحدة، ما يجعل الوضع معقدا.

لن يواجه ترامب معارضة كبيرة في ولايته، بعدما حظي الحزب الجمهوري بأغلبية مجلس الشيوخ، وربما مجلس النواب، ما يعني سيطرة تامة لترامب وحزبه على مفاصل السياسة في الولايات المتحدة.

وسيكون لدى ترامب حرية التصرف لتنفيذ سياساته وترك الديمقراطيين غير قادرين على إجراء تحقيقات في الكونغرس، والتي غالبا ما تكشف عن حقائق سياسية ضخمة.

ترامب سيحتفظ بكونغرس مكتظ بالأعضاء الذين يتفقون مع سياساته وأسلوبه، رغم وجود بعض الأعضاء الذين يتحفظون على سياساته، لكن الرئيس المُقبل لن يكون بحاجة إليهم لتمرير ما يريد نظرا للأغلبية التي يمتلكها.

وجاء إعلان ترامب فوزه بالانتخابات ليكتب نهاية عصر الديمقراطيين في الوقت الحالي، بعد أن أطاح في البداية بأبرز منافسيه جو بايدن، ثم تغلب على هاريس في الانتخابات ليسيطر حزبه على كل شيء لاحقا.