ترفيه
.
في حال قررت استخدام محرك البحث جوجل لمطالعة نتائج حفل توزيع جوائز الإيمي في العام الماضي على سبيل المثال، ستقابل مجموعة من المعلومات المبدئية أعلى يمين الشاشة، مثل الجهة المنظمة للحفل وهي أكاديمية الفنون والعلوم التليفزيونية أو منصة البث التليفزيوني المعنية بالبث وهي شبكة فوكس.
أما فيما يخص موعد بث الحفل لهذا العام، فستجده مميز نوعا ما، إذ تُشير أحرف مصبوغة بالأحمر إلى أن الحفل مؤجل، دون توضيح عن توقيت بث بديل.
تلك هى المرة الأولى منذ ما يزيد قليلا عن ٢٠ عاما التي يؤجل فيها حفل توزيع جوائز الإيمي الذي يُعقد عادة في سبتمبر من كل عام، في عاصمة صناعة السينما؛ هوليوود.
لكن لهذا العام هوليود منشغلة بإضراب واسع المدى، منذ حوالي ١٠٠ يوم، يحاول من خلاله الكتاب أولا، ثم ممثلي هوليوود الذين لحقوا بهم أن يفرضوا قائمة من المطالب على استوديوهات الإنتاج الكُبرى، في عصر جديد يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي بات يهدد استقرارهم فيه.
بالعودة قليلا للوراء يتبين أن حفل توزيع جوائز الإيمي لم يتأجل من العام ٢٠٠١، ولسبب وجيه، إذ كانت الولايات المتحدة برمتها تحاول استيعاب صدمة ١١ سبتمبر.
إلا أن طابع التأجيل لهذا العلم ليس مصبوغ بالمأساوية ذاتها، وإنما بمجريات صراع هوليودي خالص، ما بين العقول التي تحيك القصص والحبكات الدرامية، وتلك التي تمولها لتُعرض على الشاشات وتُمتع الملايين، لاحقا أنضم للصراع الممثلين أيضا، لتُصبح كفة الإنتاج منعزلة بلا نصوص أو أبطال.
خطر الخواء ذاته، كان حفل الإيمي ليواجهه ما إذا عُقد في موعده الرسمي حيث من المتوقع أن يُضرب العديد من نجوم الصف الأول والمرشحين لنيل الجوائز عن حضور الحفل التزاما بموقف نقاباتهم الرسمي، أما سائر فقرات الحفل الأخرى كالعروض التقديمية والأغنيات فلا تجد من يعمل على نصوصها في ظل إضراب الكتاب أيضا، الذين تخلوا عن أقلامهم منذ ١٠٠ يوم وفقا لوكالة فرانس ٢٤.
وفيما تبقى المفاوضات بين استديوهات الإنتاج والمبدعين أنفسهم متعثرة، اُختير الـ١٥ من يناير المقبل كموعد لإقامة الحفل في العام المقبل، حسب بيان صادر عن كلا من شبكة فوكس وأكاديمية الفنون والعلوم التليفزيونية وجاء في البيان "سيتم بث حفل جوائز الإيمي الـ٧٥ على الهواء يوم الإثنين ١٥ يناير ٢٠٢٤، سيعرض الحفل على شبكة فوكس من مسرح Peacock ليكرم الفنانين الموهوبين والكتاب والمخرجين، والصنّاع الذين استمتع المشاهدون حول العالم بأعمالهم على مدار العام الماضي وتواصلوا معها وشعروا بالإلهام تجاهها".
تأجيل الحفل المنتظر لا يعطي فقط فرصة لحل الأزمة قبل رفع الستار عن أسماء الفائزين والفائزات، لكنه يزيد من تعقيد جدول النجوم والنجمات في العام المقبل، إذ يأتي الموعد الجديد في خضم موسم توزيع الجوائز السنوي، وبالتحديد بعد أسبوع واحد من حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب، وبعد يوم واحد فقط من حفل توزيع جوائز النقاد.
بعد حفل الإيمي سوف تظل الأحداث المرتقبة تتوالى أيضا بالتحديد بعد أسبوع إذ سوف تُكشف حينها قائمة المرشحين لحفل جوائز الأوسكار، بينما يُعقد الحفل ذاته في مارس، أي بعد حوالي ١٠ أشهر من بدء الإضراب الذي هز قواعد عاصمة السينما.
ويتنافس هذا العام على الجوائز مجموعة من الأعمال التليفزيونية التي يُعرض بعضها بشكل حصرى علي منصات المشاهدة كمسلسل التاج من إنتاج نيلتفلكس، الذي يستعرض التاريخ الحديث للعائلة الملكية البريطانية في إطار درامي، و يُرشح لهذا العام علي جائزة أفضل مسلسل درامي، وذلك في منافسة مع بضعة مسلسلات تقدمها منصة HBOmax كمسلسل Succession وHouse of the Dragon.
أما في فئة المسلسلات الكوميدية فتنافس عليها مجموعة من الأعمال التي ولدت من رحم المنصات ذاتها التي تثير الجدل في خضم الإضراب الآن، كمسلسل Wednesday الذي انتجته شبكة نيتفلكس، ومسلسل The Marvelous Mrs. Maisel من إنتاج منصة آمازون برايم.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة