لم يفلت الفندق والفيلا التابعان لنجم فيلم "طرزان" الممثل الراحل جوني فايسمولر من الإعصار أوتيس، إذ تعرّض هذا العقار الواقع على قمة جرف إلى دمار كبير جراء الإعصار الذي ضرب ساحل المحيط الهادئ في المكسيك.
كان هذا المنزل آخر مكان إقامة مكث فيه "ملك الغابة" حتى وفاته عام 1984 عن 79 عاماً وملجأ لأثرياء كانوا يواظبون على زيارة المدينة السياحية المكسيكية.
وأحبّ فايسمولر مدينة أكابولكو خلال تصوير فيلم "طرزان أند ذي مرميدز" (1984) الذي شكّل آخر ظهور لبطل السباحة الأولمبي السابق، في دور طرزان.
وفي أحد المشاهد الشهيرة في الفيلم، يظهر طرزان وهو يقفز في المحيط الهادئ من على صخرة "لا كويبرادا" في أكابولكو التي يبلغ علوّها 35 متراً.
وعلى مدى عقود، أقدم غطّاسون مغامرون كثر على الخطوة نفسها.
اشترى فايسمولر مع صديقه وزميله النجم جون واين، فندق "فلامينغوز" الذي استحال عنصر جذب لنجوم من أمثال إليزابيث تايلور وأورسون ويلز وإيرول فلين، الذين كانوا يرون فيه مكان إقامة في منأى عدسات المصوّرين المتطفلين.
ومع تقدمه في السن، شيّد فايسمولر منزلاً بعيداً من الفندق أمضى فيه فترة تقاعده خلال السنوات الأخيرة من حياته.
في 25 أكتوبر، واجه الفندق والفيلا المطليان بلون الفوشيا الإعصار أوتيس الذي خلّف دماراً واسعاً وتسبب بمقتل ما لا يقل عن 46 شخصاً بالإضافة إلى فقدان العشرات.
وقال مدير فندق "فلامينغو" فيكتور مانويل هيرنانديز لوكالة فرانس برس "لقد تسبّب الإعصار باقتلاع الاشجار وتحطيم النوافذ"، وأشار إلى أنّ "منزل طرزان دُمّر بالكامل".
تضرر 274 ألف منزل و600 فندق جراء الإعصار الذي صُنّف من الدرجة الخامسة، مما شكّل انتكاسة كبيرة للمدينة التي يعتمد سكانها البالغ عددهم 780 ألف نسمة، بصورة كبيرة على السياحة.
وكانت المدينة التي توصف بـ"لؤلؤة المحيط الهادئ" مكاناً مفضلاً للأثرياء والمشاهير خلال خمسينات القرن العشرين وستيناته.
فإليزابيث تايلور مثلاً تزوّجت في أكابولكو للمرة الثالثة.
وجون إف. كينيدي أمضى شهر العسل مع جاكلين في المدينة المكسيكية.
وظهرت المدينة الساحلية في عشرات الأفلام بينها "فَن إن أكابولكو ("Fun in Acapulco") من بطولة إلفيس بريسلي الذي لم تطأ قدماه أكابولكو بل صُوّر العمل في كاليفورنيا.
وبدءاً من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شهدت أكابولكو أعمال عنف مرتبطة بتجارة المخدرات، مما دفع السياح إلى الإحجام عن زيارتها.