فريسك المناخ .. كيف تلخص "أزمة الكوكب" في 42 صورة؟

كي تخوض تجربة محاكاة مصغرة للعبة فريسك المناخ، عليك بزيارة جناح المرأة والشباب والنوع الاجتماعي بالمنطقة الزرقاء على أرض مؤتمر المناخ في مدينة دبي.

هناك يستقر لوح أبيض تتناثر عليه عدة بطاقات يمكنك تفكيكها وإعادة ترتيبها، تحمل كل بطاقة عنصر محدد من عناصر قضية المناخ، كالانبعاثات الكربونية والأنشطة الإنسانية وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع منسوب مياه البحر.

كل ما عليك هو أن تفكك البطاقات وتعيد تنظيمها كي تظهر في ترتيبها الصحيح، المسببات أولا، ثم الظواهر المناخية والتبعات البيئية لاحقا.

قد يبدو الأمر يسيرا بوجود حوالي ٧ بطاقات فقط على اللوحة، إلا أن اللعبة الحقيقة تتضمن ٤٢ بطاقة عليك ترتيبها لترى الأزمة كاملة وتداعياتها، وذلك من خلال أحد ورشات فريسك المناخ التي تستغرق الواحدة منها ثلاث ساعات، وتستهدف تلخيص المعضلة بمفاهيمها العلمية المتشابكة لغير المتخصصين.

الأطفال كذلك يمكنهم المشاركة في فريسك المناخ، إذ توجد من اللعبة نسخة مُبسطة للصغار بدءا من عمر ٨ أعوام، بعدد بطاقات أقل ومصطلحات أقل تعقيدا.

تعتقد كورونا فونتانا إحدى منسقات فريسك المناخ، أن تحويل القضية إلى لعبة تفاعلية يجعلها أيسر، إذ يشارك الأشخاص بأنفسهم في تحديد المسببات والعواقب بدلا من الاستماع للتفاصيل العلمية بشكل سلبي.

تقول فونتانا في تصريحاتها لبلينكس: "نعتقد أن التعلم وفهم قضية المناخ، يمكّننا من اتخاذ خطوات، طالما تنقصك المعرفة، لا يمكنك فعل أي شيء".

وربما لأن الغرض الرئيسي من اللعبة المناخية هو تحويل المعرفة إلى متعة، ولدت المؤسسة بالأصل في صف دراسي فرنسي في العام ٢٠١٥ على يد أستاذ جامعي ومجموعة من طلابه.

سرعان ما تحولت بطاقات اللعب المصنوعة بأيدي الطلاب إلى مؤسسة انضم للتعاون معها ١.٣ مليون مشارك حول العالم، أغلبهم في فرنسا كما تقول فونتانا، إلا أن منسقي اللُعبة يتواجدون في حوالي ١٣٠ دولة حول العالم، إذ تمت ترجمة بطاقات اللعب لأكثر من ٤٠ لغة، وبات المنسقون يشاركونها مع طلاب المدارس وموظفي الشركات وحتى موظفي المؤسسات الرسمية.

فتقول فونتانا: "في الإمارات على سبيل المثال شارك معنا أكثر من ٧ آلاف لاعب، وعرضنا اللعبة في كل من وزارات التغير المناخي والبيئة ووزارة التعليم، وساهم مؤتمر المناخ بالطبع في انتشار اللعبة على مدار العام ونصف الماضيين".

كونها لُعبة لا يعني أنها ليست دقيقة كما يجب، فالمعلومات التي تحملها كل بطاقة من بطاقات فريسك المناخ مستقاة بشكل أساسي من تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة أو IPCC، ومن ثم يعمد فريق العمل إلى تحديث بيانات اللعبة بشكل دوري لتتضمن البيانات الجديدة التي يحملها التقرير السنوي.

إلى جانب اللعبة التفاعلية، عادة ما تتضمن ورش العمل التي تنظمها فريسك المناخ عروض شارحة أيضا، تُنسق بشكل مستقل وتتضمن معلومات متعلقة ببلاد اللاعبين.

تشرح فونتانا الأمر قائلة: "على سبيل المثال، عندما نُقدم لُعبتنا في الإمارات، عادة ما يتضمن العرض مشاركة تفاصيل عن وضع البلاد في ضوء قضية المناخ، والتدابير التي تتخذها لمحاولة الحد من الأزمة، كي يتمكن اللاعبون رؤية أنفسهم ومجتمعهم في اللعبة".

على عكس أوراق اللعب التقليدية، لا يمكنك العثور على بطاقات فريسك على أرفف المكتبات، بل عليك حضور ورشة فريسك أولا والحصول على المعلومات الأساسية بشأن قضية المناخ، ما يؤهلك للحصول على تدريب مكثف لاحقا، كي تُصبح أحد منسقي فريسك المعتمدين.

ولكن لا تشعر بالخجل من نقص معلوماتك المناخية، إذ تؤكد مُنسقة المؤسسة أن البالغين عادة ما يكونوا أكبر المستفيدين من لعبة فريسك.

فعلى عكس الجيل Z، الذي عادة ما تذكر كتبه الدراسية بضعة معلومات عن قضية المناخ، لم يكن المناخ جزءا من المناهج الدراسية قبل بضعة عقود، ومن ثم يُصاب الكبار بالدهشة جراء ما يمكن أن تكشفه بطاقات فريسك أكثر من الصغار.