طبخ

قبل رمضان بأشهر.. لماذا يلجأ مغاربة إلى تخزين طعامهم الآن؟

نشر
blinx
"اختصار للجهد والجيب". هكذا تصف المغربية نجوى، 35 سنة، عادة تخزين المواد الغذائية قبل شهر رمضان بغية استهلاكها عند حلول الشهر الفضيل.
ومع اقتراب حلول الصوم، تتعدد استعدادات استقبال هذا الشهرفي المغرب، فإلى جانب المظاهر الاحتفالية، تنتشر ظاهرة تخزين المواد الغذائية أياما قبل بداية الصيام.
وتختلف آراء المغاربة بشأن هذه العادة التي أخذت في الانتشار مؤخرا، خاصة بعد جائحة كورونا، بين من ينتقد الفكرة وبين من يدافع عنها. فماذا يقول الفريقان؟ وما رأي أخصائيي التغذية في هذا الموضوع؟

"لا وقت للطهي بعد يوم عمل"

المغربية نجوى، 35 سنة، تقول لبلينكس إنها تلجأ إلى هذا الخيار من أجل توفير الوقت نظرا لأنها امرأة عاملة، وتقضي نصف يومها خارجا، وبالتالي "لا يكون أمامها متسع من الوقت للطهي نهار رمضان".
وبعيدا عن الوقت ترى نجوى أن هذا الخيار يتيح لها إمكانية التوفير أيضا، وتشرح قائلة إن "معظم المواد التي نستهلكها بشكل يومي، تشهد ارتفاعا في الأسعار خلال شهر رمضان نظرا للإقبال المتزايد عليها".
ونتيجة لذلك تفضل اقتناءها دفعة واحدة أياما قبل رمضان، لتقوم بتخزينها في الثلاجة واستعمالها لاحقا.

"تكريس للعادات الاستهلاكية لا غير"

على عكس نجوى، يرفض نجيب بشكل نهائي تخزين الطعام استعدادا لاستقبال شهر رمضان.
ويعلل موقفه خلال حديثه مع بلينكس قائلا إن في ذلك "تكريس للعادات الاستهلاكية والتطبيع مع تسليع المناسبات الجميلة لا غير"، وفق تعبيره.
ويقول نجيب الذي يرعى أسرة من 4 أفراد، إنه "لا يغير من عاداته في التسوق، سواء استعدادا لرمضان أو حتى خلاله".
ويرى أن ارتفاع الأسعار التي تعرفها بعض المنتوجات الغذائية" "راجع أساسا إلى الرغبة الجماعية في التخزين والتكديس".
إلى جانب ذلك، يتفادى نجيب تجميد الأطعمة لأسباب صحية أيضا، مؤكدا أنه حريص على تناول الأطعمة الطازجة نظرا لقيمتها الغذائية التي يمكن أن تفقد جزءا منها أو كلها إذا ما تم تخزينها، وفق كلامه.

ماذا يقول أخصائيو التغذية؟

عموما يوصي أخصائيو التغذية بتفادي تخزين الطعام في الثلاجة خاصة المطهوِ منه نظرا لما يمكن أن تحمله طرق التخزين الخاطئة من مخاطر على صحة المستهلكين.
أخصائية التغذية والحمية العلاجية، ياسمينة الوفا أوضحت في تصريح لبلينكس، أن خطر تجميد المأكولات نابع من الوقت الطويل الذي تستغرقه من أجل التجمد.
وليتجمد الطعام بشكل صحي يحتاج غالبا لدرجة حرارة بين ناقص 30 إلى ناقص 50 درجة مؤية، وهو الأمر الذي لا تتوفر عليه الثلاجات المنزلية، وفق الأخصائية ذاتها.
وأوضحت ياسمينة أن طريقة التخزين تؤثر أيضا على جودة الطعام المخزن، مشيرة إلى خطورة استعمال العلب والأكياس البلاستيكية.
وفي حالة اللجوء إلى التجميد تنصح الأخصائية بعدم تعريض المواد المجمدة بشكل مباشر للحرارة العادية، والاستعاضة عن ذلك بتركها في الثلاجة قبل وقت الاستعمال، لتذوب في درجة حرارة معتدلة.
وشرحت أن الطعام عندما يترك ليذوب في درجة حرارة الغرفة، يمكن للبكتيريا الموجودة به أن تتكاثر إلى مستويات غير آمنة، وفق تعبيرها.
وبالتالي يمكن أن يعرض ذلك المستهلكين إلى تسممات غذائية متفاوتة الخطورة.
وتفضل أخصائية التغذية تجنب تجميد الطعام سواء المطهو منه أو غير المطهو، قائلة إنه "ليس هناك أفضل من تناول وجبات طرية من أجل الاستفادة من جميع مكونات الأغذية التي نستهلكها".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة