من الألف إلى الياء.. ماذا حدث بين المغرب والأرجنتين؟

اعتقد الجميع أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2، بعد خروج الحكام واللاعبين من الملعب، لكن لاحقا اتضح أن حكم الساحة أمر اللاعبين بالتوجه نحو غرف خلع الملابس بسب اقتحامات الجماهير، لكن بعد مناقشات استمرت لنحو ساعتين كاملتين، قرر الحكم إلغاء هدف الأرجنتين بداعي التسلل، وأمر باستكمال آخر 3 دقائق فقط من المباراة، قبل أن يطلق صافرته معلنا فوز المغرب 2-1، ليطفئ نيران غضب جماهيره التي احتجت على احتساب 15 دقيقة كوقت بدل ضائع.

مدّة غير عادية لم يفهمها المغاربة، سواء اللاعبون أو المشجعون الذين تواجدوا بأعداد كبيرة في المدرجات، بينما قال لاعب خط الوسط بلال الخنوس: "ذهبنا إلى الحكم وسألناه عن الوقت المتبقي، في كل مرة كان يقول +5 دقائق أخرى، ثم 5 دقائق إضافية، في الحقيقة لم أر هذا الأمر أبدا في حياتي".

وبعد هدف التعادل، دخل نحو 20 مشجعاً مغربياً إلى أرض الملعب، وألقيت بعض عبوات المياه والأكواب من المدرجات، وانفجرت مفرقعات نارية قرب مقاعد البدلاء الأرجنتينيين، حسبما ذكر صحافي في وكالة "فرانس برس".

ودون أن يتاح له الوقت للتأكد من صحة الهدف بمراجعة حكم الفيديو المساعد VAR، طلب الحكم السويدي غلين نايبرغ من اللاعبين العودة إلى غرف الملابس، دون أن يطلق صافرة نهاية المباراة.

وغادر جزء من الجمهور الملعب من تلقاء أنفسهم معتقدين أن المباراة انتهت، قبل أن تصل رسالة تدعو آخر الجماهير إلى إخلاء المدرجات لاستئناف المباراة خلف أبواب مغلقة.

اعتبرت اللجنة المنظمة مع مسؤولي الفيفا أيضا أنه تم القيام بما هو ضروري لإنهاء المباراة بسلامة تامة، في إشارة لتوقف اللعب لنحو ساعتين، ثم إخلاء المدرجات من الجماهير.

وعقب الخسارة، بدا الأرجنتينيون الذين يزعمون أن ساعات وخواتم سُرقت منهم في غرف الملابس أثناء التدريب يوم الثلاثاء، غير راضين عن السيناريو، وقال مدرّبهم لاعب الوسط الدولي السابق خافيير ماسكيرانو "إنها فضيحة، إنها ليست دورة أحياء، هذه ألعاب أولمبية"، مشيرا إلى أنه تم رميه بـ"مليون أداة" خلال المباراة.

وقال رئيس الاتحاد الأرجنتيني للعبة كلاوديو تابيا إنه تقدم بشكوى إلى الفيفا الذي أكد أنه لم يتلق أي شكوى حتى صباح يوم الخميس، بينما قالت صحيفة "لا ناسيون" المحلية إن ما حدث "فضيحة أولمبية" ووصفته بـ"الفوضى في فرنسا" في سياق رياضي متوتر بالفعل بين البلدين، قبل أن يتم فتح تحقيق رسمي لاحقا.

وخلال وقت لاحق من يوم الخميس أيضا، أعلن منظمو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية فتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى اقتحام مشجعين أرض الملعب خلال تلك المباراة.

وبحسب موقع قناة "فرانس 24" قال منظمو الألعاب الأولمبية في بيان "توقفت مباراة كرة القدم بين الأرجنتين والمغرب على ملعب سانت إتيان بسبب اقتحام عدد قليل من المشجعين الملعب".

وأضاف البيان أنه: "استؤنفت المباراة بعد ذلك وانتهت بسلام.. ألعاب باريس 2024 تتعاون مع أصحاب المصلحة المعنيين لفهم الأسباب والملابسات واتخاذ الإجراءات المناسبة"، بعد حادث اقتحام الجماهير لأرضية الملعب.

خلال المباراة، دخل مشجعان مغربيان إلى أرض الملعب لالتقاط صورة مع مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي، وهي أمور شائعة جدًا أثناء مباريات كرة القدم، ومن بينها اليورو وكأس العالم أيضا.

من جانبه، قال مفوض شرطة سانت إيتيان لوار ألكسندر روشات في اتصال مع وكالة "فرانس برس": "حدث اقتحام من قبل حوالي 20 متفرجاً، معظمهم من القُصّر، وهو ما لم يتسبّب في وقوع اشتباكات".

وأضاف أن الاقتحام كان ذا طابع "بهيج واحتفالي" إلى حد ما، ويتعلّق بجماهير المنتخبين، مشيراً إلى أنه لم تحدث أي اعتقالات.

وعلّق قائد المغرب أشرف حكيمي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً "آسف لتصرفات بعض الجماهير خلال المباراة، والتي شوّهت صورة جماهيرنا الوفية.. مثل هذا التصرّف لا مكان له في كرة القدم".

كما دخل أسطورة الأرجنتين ليونيل ميسي على خط الأزمة، عندما نشر "استوري" عبر حسابه الرسمي بموقع إنستغرام، وكتب فيه "غير عادي"، في إشارة إلى ما حدث على هامش مباراة بلاده أمام المغرب.